منتدى ثقف نفسك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافة عامة، تاريخ إسلامي ، موسوعة الأساطير ، حكايات شعبية ، حقائق حول الماسونية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماهيوية الثقافة السوداء (بين الغريزي والمدرحي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
recflow
موسوعة ثقافية
موسوعة ثقافية



عدد المساهمات : 1746
تاريخ التسجيل : 06/06/2012

ماهيوية الثقافة السوداء (بين الغريزي والمدرحي) Empty
مُساهمةموضوع: ماهيوية الثقافة السوداء (بين الغريزي والمدرحي)   ماهيوية الثقافة السوداء (بين الغريزي والمدرحي) Emptyالسبت سبتمبر 01, 2012 9:12 am

ـ ماهيوية الثقافة السوداء (بين الغريزي والمدرحي):
ليس من المنطقي التنبؤ بمحدودية الحقائق المتناقضة للثقافة الجماهيرية، لكن ولطالما قدمت نفسها على أنها التيار المتناقض للاهوتية، فإن الطابع المدرحي أو الأبيقوري المكوّن لهذه الثقافة، هو الذي يعيّن محدودية هذه الثقافة. وبتأكيدها عل القيمة الراهنة واللحظوية، فقد أضحت عمياء تجاه قيمة المستقبل، لأنَّ القيمة الراهنة تموت، وتفنى بعد الحصول عليها، وتميت اللحظة ذاتها بمرورها أو بعد استخدامها... في إطار الإعلام مثلاً فإن الخبر الصحفي أو التلفزيوني أو السينمائي وغيره من وسائل الإعلام، المساعدة أو المكونة للإعلام الجماهيري، تعيش لحظة الإثارة المباشرة ثمَّ تنقضي... لذا فالحضارة الزائفة تشوّه السعادة، وهي نقيض الحب، وتحيا في صراع مع القيم، مجموعة النواميس الأخرى. ذلك لأنَّ عوامل الألم تعيش أكثر من لحظة السعادة، وبالتالي القيمة النقيضة... طالما أن الثقافة الجماهيرية تعيش على الطابع الكينوني الفردي. لأنَّ الإنسان الوجودي يطمح دوماً ودون تحفظ إلى إبداع الإنتاجات الغرائزية، الجذابة والتسلوية دون الاهتمام بمحتواها أو مكوناتها... والثقافة الجماهيرية لا تطلب النقد أو التوجيه لأنَّ جلّ اهتمامها أو رغباتها، وفي أحسن الأحوال، أن تحيا اللحظة الراهنة وتغرق في التفاصيل الخيالية الغريبة. ومن الناحية الفلسفية فهي ترفض الجدلية لأنها تزعج الإنسان الغريزي، ولا تهتم بما سوف يكون، بل بما هو كائن، وبالبرهة القصيرة التالية، وهي مضطرة لأنْ توازي بين ما سوف يتعزز في اللحظة من قيمة، وما هو خرافي، لتحصل على ما ترغبه منه. وعليه فإنها تلعب بورقة تمزق الشخصية الإنسانية، عبر العامل الأنتروبولوجي التي تقيم عليها سيكولوجيا الإنسان، وهذا هو معين الخرافة. ويرتبط العامل الأنتروبولوجي للإنسان بالخبرة الاجتماعية ـ النفسية. ويلاحظ أن الإنسان يحاول أن يزعج نفسه بهذا السر، بعد طول عناء وجهد، لكي يقرأ أو يفسر سعادة الآخرين في الوسط الذي يحيون فيه، طبقاً لعادات ميكانيكية وبالتطابق مع التبدّل الميكانيكي نفسه يحتفظ بهذا السر المزعج. ولهذا فإنه يقلق ويتوتر ميكانيكياً فتظهر طبيعته الإنسانية. كما يحصل في الأدب والفن (وبخاصة في السينما) حيث تتواتر ثلاث صور متباينة: صورة لصحن شوربة، وصورة لامرأة ميتة، وثالثة لطفل يبتسم... هذه الصور تحرّض الجوع في داخل المرء، والمرض، ونزعة الأمومة ـ أو حب الطفولة... فشكل الصحن حيادي، والمرأة الميتة لا تحمل أي نوع من المتعة، وصورة الطفل، لتحريض العروسين على الأبوة والأمومة، لا تعطي التأثير المطلوب لعدم وجود الخبرة الشخصية. إنَّ هذه الألاعيب الحياتية كخدع نفسية تفسر على أنها نتاج لعاداتنا لكي نقرأ الكراهية أو الحب تحمله وجوه متوقعة أو حقيقية لأناس يحيطون بحياتنا اليومية فتصبح هذه الوجوه أو الأشياء وسيطاً لنا، ثمَّ تؤثر علينا...
إذن إنَّ الثقافة الجماهيرية تركز على ما يمكن تسميته بالإنسان الوجودي، الذي لا تعذبه كثيراً الطموحات، لأنه يعيش من أجل السعادة الروحية، ولا يرتقي إلى مستوى المسائل الراهنة، التي يقابلها بالنعاس.
وهذا النوع من الثقافة هو الثقافة الضيقة (اللامبالية) الماهيوية... وهناك نوع آخر للثقافة الجماهيرية هو نقيض الثقافة الضيقة وهو الثقافة المتفوقة، التي تطمح لإيجاد فكرة عن الوجود الإنساني، وتجسيد هذه الفكرة، أي العامل الأنتروبولوجي والاجتماعي الفرعي تستند إليه لتمثل نفسها على أنها ثقافة النموذج الفكري، وتحاول أن تفرق ما بين الوجودي والغريزي أو الحسي في الإنسان... موضحة أن الفرق بينهما هو في النظام القيمي لكل منهما. فالغريزة تعتمد على القيمة الإيجابية، فيما ترتكز الفكرية على القيم الإبداعية، النازعة إلى التجسيد المادي الحياتي حتَّى الإشباع. لذا فإنها منتجة أكثر كما يقول نقادها، وهي باردة، أكثر منها فاسدة تقنياً. وقد كانت الثقافة الكلاسيكية نوعاً من الميتافيزيقية بدون فيزياء، وفي إطار الثقافة الجماهيرية ـ هي فيزيائية بدون ميتافيزيكا ـ هذا ما عبرَّ عنه "بيتر أندريه"... وهل كان أندريه مخدوعاً؟
ليس بمقدورنا أن نعرف ذلك طالما أن الثقافة الجماهيرية يهمها أن تكون لديها طاقة أكثر من العقل والروح... أوليس التلفزيون والسيارة والمسجلة والراديو والصحيفة التقنية وغيرها من المواد الأخرى، أليست جميعها ـ نتاج العرض دون الحاجة، نتاج فيزيائي من دون ميتافيزيكا؟
ولدى نقاد آخرين سبب للحديث حول: "الثقافة الصناعية" لأنَّ الثقافة تبرز المستوى. وقد أرعبنا النقاد بأنه سيأتي الوقت الذي سوف يكون فيه بمستطاع الآلة أن تكتب قصيدة، ومعامل الأنسجة أن تفصل لنا روايات وقصصاً وأفلام جرائم ونصب.
وينتظر من، عقل هكذا (عقل زماننا المعاصر) أن تتحول الثقافة إلى ثقافة إلكترونية، مادام مفهوم التجارة والمادة، يتحكّم بعقول البشر وأرواحهم... (وقد شاهدنا الكاريكاتير الذي يوضح كيف أن رجلين آليين يتحدثان حول أزمة العمل... الأول يشكو من أنه لا يستطيع الحصول على عمل، والآخر يشكو من أنه قد استخدم كمحلل نفساني في أحد المعامل)، ولا غرابة في ما قدمته لنا كتب الجيب ـ كنموذج للثقافة الجماهيرية ـ وبهذا ينمو الغباء وهو الموت البطيء لكل الفعاليات الإنسانية لكن العزاء لنا في أن التكنولوجيا لم تزل مرتبطة بالفيزياء أي بقاء العلم مسيطراً...
وهناك جوانب أخرى لأزمة الثقافة الجماهيرية وهي ليست في تقدم التكنولوجيا، بل في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا وفي توجهها نحو الجانب العلمي التجاري الذي يدفع المثقف أديباً وفناناً، إلى حالة الحرب الذاتية من أجل اللحاق بالسوق فيتحوّل إلى منتج كمي لا نوعي، وبالتالي يتحوّل العقل إلى نموذج تجاري، لا ثقافي ـ معرفي.
ولأن التكنولوجيا بحد ذاتها قيمة حيادية فإن استخدامها الخاطئ يقزّم العقل. وهذا هو منحى الثقافة الجماهيرية، فهي من ناحية أخلاقية ومعرفية أيضاً تهزئ الوعي. ويمكن أن نطلق على هذه الثقافة تسمية "الثقافة الفاسدة، والسوداء أو الوعي الفاسد"...
وقد ترجمت أوساط علم الاجتماع هذا المصطلح في عالم الثقافة بأنه يمثل ظهر السجادة أو الوجه الآخر للحقيقة، فنحن نرى أشياء متفائلة لكنها ليست كذلك في الحقيقة. وقد عبّر عن ذلك بالصورة والشكل... وأنهما يقودان إلى البحث عن الصورة والفكر أو المضمون، ومن خلالهما نصل إلى الثقافة الحقيقية غير المصطنعة... وبقدر ما تكون هذه الثقافة حيوية وصادقة بقدر ما تكون حقيقية، وبالتالي إيجابية ومقبولة وذات جمهور واسع، وفيها يظهر المثقف حياته النضالية ضد فساد الوعي دون الانزلاق في طريق المرغبات أو تجنب المنغصات، بالطرق المادية أو الفكرية أو النفسية، أو الوسط وهي تمثل الجانب الخارجي العسفي في حياة المثقف ـ كاتباً أو فناناً ـ فتسلبه حياته الكفاحية والتزامه ضد الوعي الفاسد ومنزلقاته وقليل من المثقفين من يثبت حيال هاتين المبادرتين ـ النقيضين ـ (الالتزام × التفسيد) وبهذا فإنه يبقى على محك الامتحان دوماً: ففي حال الانزلاق إنَّ عطاءه لن يكون ذا قيمة إيجابية عالية وأخلاقية جماهيرية... وبالتالي سيقزّم ذوق الجمهور ويفسده... وبطبيعة الحال فإن الدعاية تلعب دوراً في عملية الاحتواء والتأثير أو الفساد، بأن تسلّط الأضواء على كاتب ـ وأعماله الفاسدة ـ فتحتويه الجماهير إلى أن تسقط عنه ورقة التوت فيهوي... إنَّ أهم عملية إفساد الوعي في إطار الثقافة الجماهيرية وأشكالها هي القائمة في التيار الأمريكي الذي قدّم إلينا عبر المحيط وأوروبا تحت غطاء "النموذج الوسطي" ـ كما أسماه مورين ـ. وقد وضع فرضية قياسات مؤكداً على الطرف الأول والنقيض: الواقعية والعالمية في الثقافة الجماهيرية. والمثالية، والسلفية للثقافة، ومن هذه الفرضية عبر هذا النموذج إلى صورة واضحة عن القيمة أو اغتراب الثقافة والتي يراها على صورة سلبية وظاهرة متناقضة وأنها تحصيل حاصل لأحد أنواع الإحساس الجمعي لحاجات أنتروبولوجية ـ اجتماعية وتيار التغريب والتشويه الثقافي. أو أنها أحد أنواع الخرافة المعاصرة. وفي عملنا هذا "عقل الزمن" نلقي الضوء على بنية هذه الخرافة بمنظوريها الروحي والعقلي... بين مغريات السوق، ووعي الجماهير المبادرة المسؤولة في إدارة عملية الصراع الفكري والسياسي ـ الاجتماعي، في ثقافتنا المعاصرة...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماهيوية الثقافة السوداء (بين الغريزي والمدرحي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الثقافة السوداء
» الأنثى في الثقافة الأميركية
»  الثقافة القانونية المفقودة
» الخرافة ـ مادة الثقافة الراهنة...
» الثقافة الحقيقية والثقافة الضيقة (الخرافية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثقف نفسك :: ثقافة عامة :: حقائق سرية عن التنظيم الماسوني-
انتقل الى: