منتدى ثقف نفسك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافة عامة، تاريخ إسلامي ، موسوعة الأساطير ، حكايات شعبية ، حقائق حول الماسونية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الثقافة الحقيقية والثقافة الضيقة (الخرافية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
recflow
موسوعة ثقافية
موسوعة ثقافية



عدد المساهمات : 1746
تاريخ التسجيل : 06/06/2012

الثقافة الحقيقية والثقافة الضيقة (الخرافية) Empty
مُساهمةموضوع: الثقافة الحقيقية والثقافة الضيقة (الخرافية)   الثقافة الحقيقية والثقافة الضيقة (الخرافية) Emptyالسبت سبتمبر 01, 2012 9:11 am

الثقافة الحقيقية والثقافة الضيقة (الخرافية)


قدمنا في إلماعتنا القصيرة السابقة بعض المناحي التي شغلت بال المتخصصين في الغرب، وأعطينا صورة مقتضبة للمادة على أرضية المنهجية السوسيولوجية، لكن هذه المسألة تعنينا كما تعني علماء الاجتماع الذين درسوها قبلاً. لذا فإن أول خطوة لتوضيح هذه المسألة يجب الإجابة على الأسئلة التي يمكن أن تصاغ في إطار العقل المعاصر، ما دمنا نبحث عن مصير الثقافة الإنسانية بعد التشوهات التي حاقت بها:
ـ هل نحن نرعى الأمنية الخاطئة، أم يُثيرنا الرعب الخاطئ دون حضورنا؟
ـ إذا كانت هذه الثقافة تنبع من عبادة شيء ما أو شخص ما، أو فكرة ما، فهل الانزلاق الدائم باتجاه هذه العبادات، العصبية، والنظام، والكينونة والموت، وأرواح الموتى في الجسد ـ هي الثقافة الأساسية للبشرية على ضوء ما تقدمه الثقافة الغربية؟.
ـ ثمَّ أي القيم الثقافية التي تحقق إنسانية الإنسان؟.
في هذا الإطار نعيد صياغة أنواع العبادات التي تدخل في تكوين الثقافة الجماهيرية المعاصرة: عبادة العواطف أو المحبين، والنهاية السعيدة، وعبادة الأولمبيين ـ نجوم كرة القدم والرياضة ـ ونجوم الأفلام والأمراء والملوك والسلاطين والأولاد اللعوبين "play boy" إلى عبادة المسدس ـ في أفلام الجرائم والمسرحيات البوليسية ـ وعبادة الجبابرة على غرار (طرزان)، والحب ـ وليت حضارة هذا الزمان هي حضارة أوفرديت آلهة العشق والجمال ـ واستهواء الجماليات المحببة وأسرها للذات، خاصة فيما يتعلّق بالنساء وهيامهن، وطقوسية الصدف السعيدة والنكدة ـ كضرب من الغيب واستحضار صورة مستقبلية تبنى على حقبة سلفية ـ للدخول إلى عوالم الدفء الغريزي القريب إلى الروح وسواها، التي توجه من خلال العقل...! وإن أول ما يقع في العيون هنا، هو حقيقة: إنَّ هذه العوامل لا تلبث أن تصبح ذات قدسية خاصة وهي تكون عقل هذا الزمن فيما يخص تفسيرات الثقافة الجماهيرية.
وعند البحث عن "عقل الزمن" يمكن أن نستخدم تعبيراً آخر للثقافة الجماهيرية المعاصرة، يعين في شرح وتفسير الظاهرة أي أنه يجب الاعتراف بأن لهذا الشكل المعرفي قيمة مهمة، وإن كانت غير كبيرة فهي أقل من الحاجة/ خاصة وأن الموقف هنا يتبدل، بشكل من الأشكال، كلّما اتضحت الرؤية باتجاه معرفة الأشياء والملاحظة المعلنة بالنسبة لقدسية الثقافة الجماهيرية، كأحد أهم العناصر لعقلنا المعاصر التي تقترب من فكرة الثقافة الجماهيرية، وقد نمت وتشكلت أساساً كمعارض للدين والثقافة السلفية. ولعل هذا هو الموضوع الذي يصيب عصب مسألة الثقافة الجماهيرية التي هي مسألة عصرنا، وتعتبر أصل هذه الثقافة وفكرتها الأساسية.
من هذه الملحوظات، نقول لقد طرحت المسببات والدوافع التي تكمن وراء قيام مفهوم الثقافة الجماهيرية، وحدودها وفحواها الأخلاقي والمعرفي والإنساني والتي جعلتنا نعرّف الثقافة الجماهيرية على أنها "خرافة موضوعية" للتفريق بينها وبين الخرافة الأسطورية أو الخرافة الواعدة بخلاص الإنسان دون أن تعد بديمومة الحياة ومع هذا لا تلبث أن تتحوّل إلى عرف غير قابل للتزحزح...
ويمكن أن نفهم الثقافة الجماهيرية، من حيث أهليتها، على أنها ليست نتاج الصدفة، أزمة "أزمة الازدهار" ومعطيات التكنولوجيا، أو أنها هي سبب سقوط الفكر الغيبي والخرافة... بل هي أول تيار نافس الثقافة التغريبية وأسقط سلطانها... لأنَّ الأسطورة الخرافية وتقاليدها، وقناعتها بالمستقبل، تلح على السعادة خارج الأرض، وتدعو إلى التخلص من كل ما هو طاغ على الأرض... والإنسان البسيط الساذج ـ في عصرنا الحالي ـ ليس لديه الصبر أو النفس الطويل أو البريء، لينتظر الوعد الأبدي...
هذه هي صورة الوضع الثقافي المعاصر على خلفية الماضي... أي مقدمات خرافية ونتائج تكنولوجية لكن من يرى ذلك بوضوح؟ فالثقافة الجماهيرية لا تعني فقط رفض الخرافة بل تحجم النظرة الإنسانية الخاصة... فالخرافة التوراتية مثلاً تحاول أن تربط بقيودها كثيراً من بسطاء الناس في أوروبا وأميركا وتوثق أعناقهم بقيود أسطورة لا محل لها على الأرض ولا في السماء. وهناك صراع في داخل المسيحية العالمية بين المقولة الدينية الأخلاقية ويستدعي الشق الثاني البشر ضد الآخرين، ويحرم أصحاب الحق حقهم بحجج وشعارات سياسية قائمة على مقدّمات خاطئة والصهيونية أوضح مثال على ذلك.
وقد جهد ممثلو هذه الثقافة الخرافية إلى تعميم مقدمات خاطئة لاستدراج إنسان عصرنا، البسيط أو الساذج، للإيقاع به عن طريق خرافات تقول إنه في آخر الزمان سوف يصل الإنسان إلى وضع مرضٍ ويحصل على المنغصات دفعة واحدة، ليبقى خانعاً قابلاً بما هو عليه من جور وفقر وحرمان جسدي أو روحي. وقد استخدمت من أجل ذلك الخرافات اليومية التي نسمع بها وتتناقلها الألسن عبر الصحف ووسائل الاتصال التابعة لهذه المؤسسات الخبيثة التي توجهها إدارات القطب الواحد المتفرّد بالأرض ومن عليها...
ـ فالحياة الحلوة تبدو أكثر جاذبية تشد الناس بقدر ما يستبد الشر بهم ويجتاحهم الجوع والرعب الذي نعيشه الآن ومنذ عقدين من الزمن على أبشع صورة في تاريخ البشرية قاطبة جرّاء الحروب ـ ولعل ما يجري في العراق وفلسطين هو خير دليل على هذا الرعب الأمريكي ـ الصهيوني المقيت... أو الكوارث الدولية... لهذا انطلقت الثقافة الجماهيرية على كل لسان على أنها نتاج صراع الفعل وليس التقدّم الحضاري فقط لتتبرأ من مسؤولية الرعب وتبعات الحروب التي يصدرها مجتمع الثقافة الخرافية وأدواتها (الفاشية والصهيونية والعنصرية والإرهاب والكيتش والحداثة وما بعدها والبنيوية والتفكيكية والتجريبية المادية... واليهووية وعبدة الشيطان والروتاري والماسونية والحبل على الجرار...).
ـ إذن إنَّ صراع القدسيات آنفة الذكر قد أنتجت ركاماً من الأفكار والنصوص ذات الواقع الفظيع هنا، والمنمّق هناك، وهي تدغدغ ما هو حسّاس وجوهري في نفس الإنسان... ولذا تجد الكثيرين يتعاطفون سراً وعلانية مع هذه التيارات الثقافية وقدسياتها المذكورة التي حركت (الجواني) أولا ً في الإنسان المعاصر، المقهور، والمعذب بفعل العوامل الخاصة أو العامة... والداخلية أو الخارجية... إلى ما هنالك من عذابات وحالات قهر تلف إنسان هذا العصر...
ـ أمَّا الجانب التسلوي للثقافة المعاصرة فإنه يغري البشر ويشدّهم إليه أكثر من الجانب الآخر، وهو يتقدّم دوماً عليه... خاصة تلك الأنواع الغرائزية (فرط السلوك البدائي والغريزي، التعري، الهبية والستريبتيز والهوموسيكشوال و...الخ) وتميل الثقافة الجماهيرية دوماً، كتيار بركاني منتشر، علماً بأن الرومانسية هي خاصيتها بقدر ما تهم الواقع الراهن... لذا فإنه يمكن تسمية الثقافة الجماهيرية بثقافة "الحاضر" فقط أو اللحظة... وقد رأيناها في كثير من الأحيان قد نسفت الماضي ... ولذلك أدارت ظهرها لكل ما يتعلّق بالمستقبل وتمسكت بحياة اللحظة ومتعتها... ويدافع حَمَلة هذه الثقافة عنها وكأنهم العارفون بكل الأبعاد ويؤكدون بأن الأغبياء وحدهم هم الذين يلتفتون إلى الماضي، وأن المتفائلين يحلمون بالمستقبل، وأن العقلاء هم الذين يغتنمون الحاضر ويتمتعون به، لماذا؟! لكي يستيقظ الدافع الغريزي... في المستهلك ـ المتلقي ـ لهذه الثقافة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثقافة الحقيقية والثقافة الضيقة (الخرافية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الثقافة السوداء
» الأنثى في الثقافة الأميركية
»  الثقافة القانونية المفقودة
» الخرافة ـ مادة الثقافة الراهنة...
» ماهيوية الثقافة السوداء (بين الغريزي والمدرحي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثقف نفسك :: ثقافة عامة :: حقائق سرية عن التنظيم الماسوني-
انتقل الى: