علاقة الاستعمار بالماسونية
ولقد اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك علاقة وثيقة بين الاستعمار البريطاني – الفرنسي للدول العربية، وانتشار الماسونية في تلك الدول، ولا أدل على ذلك من أن المحافل الماسونية في سوريا ولبنان كانت تابعة "للشرق الأعظم" الفرنسي، فيما أن المحافل الماسونية في العراق والأردن وفلسطين والكويت والبحرين كانت تابعة "للمحفل الأكبر" الإنجليزي، فيما عدا مصر التي شهدت الاستعمارين الفرنسي والانجليزي ومعهما محافل "للشرق الأعظم" و "للمحفل الأكبر"!.
وقد كانت تلك المحافل تحض على مؤازرة الاستعمار بدون مواربة! فلم تمض بضع سنين على احتلال الجزائر حتى كانت الماسونية "تدعو سنة 1834 إلى نشر الحضارة والأفكار الفرنسية بأفريقيا، وتثقيف العرب والعمل على بعث نوع من الوحدة العائلية لتكوين شعب فرنسي جديد". وقد نص القرار الذي اتخذه المؤتمر العام للمحافل الماسونية المنعقد في "بعلبك" باسم مؤتمر "الأحرار" في أول أغسطس 1924 على "التعاون مع سلطات الانتداب".
وقد حذت معظم الدول العربية والإسلامية حذو الموقف الذي اتخذته مصر والعراق، حيال الماسونية، فقامت بفرض حظر على نشاط الجمعيات الماسونية فيها وإغلاقها، أما في لبنان فإن طبيعة التركيب الاجتماعي والسياسي، الذي يتميز به عن غيره من البلاد العربية – جعلته يحجم عن اتخاذ موقف رسمي حاسم إزاء الجمعيات الماسونية فيه.