منتدى ثقف نفسك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافة عامة، تاريخ إسلامي ، موسوعة الأساطير ، حكايات شعبية ، حقائق حول الماسونية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكاية من القرن الثالث عش الفارس جيريان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
recflow
موسوعة ثقافية
موسوعة ثقافية



عدد المساهمات : 1746
تاريخ التسجيل : 06/06/2012

حكاية من القرن الثالث عش الفارس جيريان Empty
مُساهمةموضوع: حكاية من القرن الثالث عش الفارس جيريان   حكاية من القرن الثالث عش الفارس جيريان Emptyالسبت سبتمبر 01, 2012 12:59 pm


الفارس جيريان*


(حكاية من القرن الثالث عشر)



تتبعها إحدى سيدات مجلسها ، كانت زوجة الملك أرثر تتجول في مجنبات القلعة . وهما تمتطيان الخيل عبرتا الجسر المقام على النهر ، وابتعدتا في الحقل الأخضر بين المروج والأشجار .
توقفت الملكة لسماعها وقع حوافر حصان كان يأتي في الاتجاه نفسه . وبعد فترة قصيرة ظهر أمامها فارس شاب من النبلاء ، يرتدي معطف عباءة واسعة ومفتوحة ، وعلى جانبه سيف له قبضة من ذهب .
: " أهلا وسهلا أيها الفارس _ قالت الأميرة له وتابعت _
لم اكن أتوقع هكذا صحبة سعيدة ، تعال فاليوم سنصل إلى مدخل الغابة ".
وقبل الوصول توقفوا عندما شاهدوا بين الأشجار رجلاً بديناً يرافقه قزم ٌ ، يأتيان على حصانيهما بخطوات بطيئة ومعهما امرأة كانت تمشي بثوبها الداخلي ، المخرّم والمصنوع من الذهب إلى جانب فارس له طابع مستبد ومدجج بسلاح ثقيل و يلمع .
أرسلت الأميرة وصيفتها سيدة الشرف لتسأل القزم عن اسم سيده ، وعندما سألته بلطف و أدب رد القزم:
" لن أقول لك شيئاً ، فأنت لست أهلاً للاقتراب من سيدي " .
أرادت السيدة أن تتجه نحو الفارس المجهول الهوية ، لكن القزم تدخل وضربها بالسوط على وجهها .
استعد جيريان ليقتص من تلك الفعلة الدنيئة ، و وضع يده على سيفه ، لكنه توقف ، لأنه اعتبر من غير المشرف أن ينتقم من ذلك الرجل الصغير عديم القيمة ، عندها طلب الإذن من الملكة ليتبع أولئك المجهولين حتى يجد الفرصة ، ليرتدي ثياب الحرب ويعاقب الفارس الفظ .

: " اذهب _ قالت الملكة _ وسننتظر عودتك في المجلس بفارغ الصبر ".
تابع جيريان أولئك المجهولين ، وبعد أن اجتازوا نهر اليوسك usk وصلوا إلى مدينة ، عند مدخلها كانت تقوم قلعة جبارة ، مرّ بها الفارس المدجج مع سيدته وقزمه ، فنهض الناس يؤدون طقوس الاستقبال و يقدمون التحيات .
كانت البيوت والنوافذ مزينة بدروع ملونة ورايات وردية ، وفي كل محددة كان هناك رجال منهمكون في صقل السيوف و تدبيب الرماح وتلميع الخوذات و الدروع .
دخل القزم والسيدة والفارس إلى القلعة وسط صفين من المحاربين كانوا قد خرجوا واصطفوا عند ما شاهدوا الفارس وجماعته يصلون .
بقي "جيريان" يفكر دون أن يعرف إلى أين يتجه ، لكنه رأى قلعة قديمة مهدمة ونائية شيئاً ما ، فمشى إلى هناك يطلب مأوى لتلك الليلة .
وعندما أحسوا بقدومه خرج لاستقباله رجل ٌ مسن ٌ ، وله لحية وشعر ابيض، تبدو عليه علامات النبل على الرغم من ثيابه البالية والذي رحّب بالفارس بعبارات كيّسة ، وقدّم له ضيافة متواضعة .
نزل "جيريان" عن حصانه في الحديقة المحاطة بأنقاض آثار، ظنّ أنها لقلعة كانت هنا في أزمان أخرى ، مع أنه يرى بعض الأسوار والأقواس ، وقد تشققت وبعض الأبراج والمنارات مدمرة ، و بعض سقوف من حجر بقيت واقفة ، وكذلك بعض الغرف التي تكوّن هذا المأوى المسكين .
قدّمه المسن إلى زوجته وابنته "إيناد" التي وان كانت بملابس بسيطة ، فقد بدت لـ"جيريان" أجمل النساء وأكثرهن روعة .

قال المسن لـ"إيناد" : " اعتني بحصان ضيفنا ، واجعلي منزلنا الفقير مضيفاً طيباً للفارس ". فقامت الشابة العذراء بترتيب كلّ شيء بطيبة نفس و ثقة .
حضّرت العشاء ، وجلسوا إلى المائدة ، وبقيتالشابة ايناد تقدم الخدمات ، وبعد الأكل شرح جيريان عن احترافه كفارس وعن قربه من الملك أرثر ، وبعدها أبدى اهتمامه لمعرفة لمن تعود تلك القلعة المبادة ؟.
قال المسن: " هذه!! إنها آخر ممتلكاتي،الوحيدة المتبقية !! لقد أعلن حفيدي الجاحد الحرب عليّ ، و جردّني من كل أملاكي!! أقدم لك نفسي : أنا "الكونت ينيوال" ، أراني الآن و بسبب غدره قد انحدرت إلى هذا الفقر ".
: " سيدي _ سأل جيريان_ من هو الفارس الذي وصل إلى القلعة مع زوجته والقزم ؟ و ما الأمر الذي يتم تحضيره في هذه المدينة المزدانة جدا ؟
: " إنه حفيدي الكونت الخائن ، هو من رأيته يدخل القلعة، لقد نظم حفل مبارزة سيقام غدا في السهل الكبير الذي نراه من هنا . إنه سيغرس في وسط الحقل رمحا يكون في طرفه صقر من الذهب كجائزة للمنتصر . والجميع في المدينة يحضرون السلاح والخيول ، ولن يأخذ مكانته في تلك المنازلة من لا يذهب بصحبة زوجته !! إن هذا الشرير الملعون الذي رأيته يصل اليوم إلى المدينة ، كان قد اغتصب للمرة الثانية الصقر الذهبي ، وإذا استطاع أن ينتصر غدا من جديد فانه سيغتصب لقب الفارس الصقر ".
: " سيدي !! قال جيريان : عليّ أن انتقم لذلك الجور الذي سببه حفيدك لي وللملكة . وهكذا أرجوك أن تعيرني درعاً، وان تسمح لي أن أدخل المنازلة ، على شرف ابنتك "إيناد" ، والتي إن خرجت منتصرا فسأبقى أحبها طالما حييت ".
: " إنك تقدم لي سعادة عارمة ، وغدا عند شروق الشمس سيكون لك درع ٌ جاهزٌ وحصانك ، وأنا وابنتي سنرافقك " .

وعند الصباح استعد الفارس جيريان ،فارتدى الحديد ، و سنّ سيفه ، ثم امتطى الحصان ، وتسربل بالدرع ، وحمل الرمح ليتجه إلى المنازلة .
عندما وصلوا إلى الحقل كان فارس القلعة متأكداً من انتصاره ، ويؤشر لزوجته أن تأخذ الصقر الذهبي جائزة المنتصر ، لكن في تلك اللحظة ظهر الفارس جيريان وقال:
" الصقر الذهبي ليس لك ، ولا يمت إليكم بصلة . أدعوك لمنازلتي أيها الفارس الخائن ، إنني سأهزمك ، وعليك أن تعلن أن زوجتي هي السيدة الأكثر جمالا و روعة ".
وبعد أن قال جيريان ذلك اتجه على وقع حوافر خيله نحو أطراف الحقل ، ليكون مستعداً للقتال .
كان الفارس الفظ غاضباً جداً . وانطلق الغريمان بأقصى سرعة حصانيهما كل ٌ باتجاه الآخر، و لثلاث مرات تكسرت الرماح على الدروع ، و لثلاث مرات قام الكونت المسن ينيوال والقزم المتعجرف بتقديم السلاح للخصمين ، وأخيراً قال الرجل المسن لـ"جيريان":
"هذا الرمح الذي أخذته في شبابي عندما سلّحوني لأكون فارساً ، ولقد قاوم الرمح في الكثير من المعارك ولم يتكسّر ".
كان جيريان مصمماً على الفوز ، فرمى خصمه بقوة ، ومزّق درعه فيها ، وأسقط الخائن على الأرض .
ترجّل جيريان عن خيله ، وبدأ المبارزة حيث راحت السيوف تقعقع ، واقترب المسن إلى المسافة التي أمكنه الاقتراب إليها وقال :
" يا فارس الملك أرثر تذكر الإهانة التي سببها لك ".

عندها استجمع جيريان كل طاقته وقوته وركـّزها في المعركة ، وبضربة رهيبة قصم خوذة خصمه الذي سقط مهزوماً على الأرض ، وراح يطلب الرأفة .
فقال جيريان له : " أسامحك بحياتك تحت شرط واحد أن تمثل أمام الملكة ، وأن تطلب منها الغفران عن إساءتك ، و عندها سينطق فرسان المجلس بالعقاب الذي تستحق ".
قام جميع رجال الخائن المحاربين ، وجميع فرسان المدينة بتقديم التحية إلى الفارس المنتصر ، الذي رجع مع المسن وعائلته إلى القلعة المهدمة ، وهم مزدانون بالورود و بالمشاعل المنيرة .
حضر الكونت المهزوم إلى هناك ، ليتفرغ جيريان له وقال له:
" سأعود غداً إلى البلد الذي أتيت منه ، و سأذهب مصحوباً بـ"إيندا" التي ستصبح زوجة لي ، لكن قبل أي شيء عليك بإعادة كل شيء اغتصبته من الكونت يونيوال ".
وهذا ما كان قبل انطلاق إيندا وجيريان نحو مجلس الملك أرثر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاية من القرن الثالث عش الفارس جيريان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة الفارس الأخير الروسية
»  الولايات المتحدة وعزلتها عن العالم في القرن 19
» حكاية بريطاني وليم دي كلاوديزلي
» التاريخ الاسلامي العصر العباسى الثالث
» المبحث الثالث : القرارات الإدارية التي لا تخضع لرقابة القضاء (أعمال السيادة) :

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثقف نفسك :: ثقافة عامة :: قصص و أساطير شعبية-
انتقل الى: