لماذا التزمت الولايات المتحدة سياسة العزلة خلال القرن 19 وا الفائدة من ذلك؟؟ ؟وهل خرجت منها بارادتها ام انها كانت مجبرة على ذلك وهذا ما سنلخصه من خلال موضوعنا هذا
فبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى ، تم انعقاد مؤتمر الصلح بباريس ، وكان "ويلسن" من ابرز اعضائه، والذي
اهتم في سياسته الخارجية بنقطتين جوهريتين ، وهما انشاء المنظمة العالمية المعروفة الان باسم "عصبة الامم"
تكون قادرة على فرض السلام ، والنقطة الثانية هي تطبيق مبدأ تقرير المصير للشعوب،
والشي الغريب الذي يبدو لي في ذلك ، أن "ويلسن"الذي وصف بالمثالية ، تراجع قليلا في تطبيق هذا المبدأ
واخذ موقفا وسطا ، فايد تطبيقه على امم خاصة في اوربا ، واهماله في حق امم اخرى ، خارج اوربا...
وهكذا فشلت سياسة الولايات المتحدة الامريكية الخارجية ، المتمثلة في افلاس مثالية"ويلسن"
من ناحية ، و فشلها في مشاركة بريطانيا الحليف الاكبر من ناحية ثانية ، وكذلك دون نسيان فرنسا ، وعندما عرضت معاهدة فرساي ، وميثاق عصبة الامم على مجلس الشيوخ الامريكي في مارس من عام 1920 (رفض المصادقة عليها) ،ومن ثمة عادت الولايات المتحدة الى سياسة الغزلة ،ولسنين طويـــــــلة، ولم تكن عضوا في مجلس العصبة التي كان ولسن متحمسا لانشاءها و حتى في المواقف التي خرجت فيها من عزلتها ، فانها لم ترتبط اطلاقا بمحالفات دولية تتطلب استخدام القوة ،ولعل خير دليل على خروجها من الانعزال ميثاق "كيلوج بريان" في 1928 الذي رفض الحرب ، كاداة للسياسة القومية،
وهنا ستتظح لنا الاجابة عن التساؤل الاول ، في كون الولايات المتحدة رات من الالتزام بالعزلة عن العالم ، ما هو الا خدمة لمصالحها و حماية لمستعمراتها ، خاصة وان العالم في تلك الفترة ، واوربا بالتحديد ، كانت على وشك حرب عالمية اخرى ، بسبب النزاعات فيما بينها ،
وفي سياق آخر ... وفي الفترة الممتدة بين عامي 1935 و 1937 كانت حكومة الولايات المتحدة مقيدة بسياسة الحياد ، هذه الاخيرة التي كانت تمنعها من من تقديم الاسلحة الى الدول المتحاربة ، الامر الذي حال بينها وبين تقديم اي مساعدة الى الدول الصديقة لها ، وهذا الموقف هو الذي جعل الامريكيين يشعرون بفشل وعدم جدوى سياسة العزلة ، و هو ما جعل الرئيس الامريكي "روزفلت" يلقي خطابا ينتقد فيه سياسة الحياد ،
وبهدا نكون قد اجبنا على السؤال الثاني ، حيث ان الولايات اللمتحدة خرجت من عزلتها ابان الحرب العالمية الاولى ، وبعدها مباشرة ، سلكت فيها الخليط من العزلة ، وبهذا فشلت عزلتها
(ورات بذلك ان خروجها من عزلتها ضرورة تتطلبها الضروف الدولية نفسها )