أول مرة استوطن الانسان في فنلندا كانت بعد العصر الجليدي قبل عشرة الاف سنة. جاء المستوطنين من الشرق، من روسيا الحالية، و من دول البلطيق الحالية. جذور اللغة الفنلندية، والتي تنتمي الى مجموعة Finno-Ugric اللغوية الوالدة في وسط روسيا، ولكن اصلها يعود الى اللغة البلطيقية و الجرمانية.
المقاطعة السيويدية
كانت فنلندا جزء من السويد على مدار 600 سنة من العصور الوسطى الى بداية القرن التاسع عشر. الصراع على فنلندا بين السويد و روسيا كان شديداً بحيث وصلت في بعض الاحيان الى الصراع المسلح. في معاهدة Nöteborg عام 1323 تم الاتفاق على أن غرب و جنوب فنلندا تابعة الى السويد و المنطقة الشرقية تابعة الى روسيا.
لاحقاً توسعّت سيطرة السويد على فنلندا بشكل ملحوظ خلال القرن السابع عشر و في القرن الثامن عشر تحوّلت السيطرة على فنلندا الى روسيا.
فنلندا كدوقية روسية كبيرة
خلال الحكم الروسي، تمتّعت فنلندا بالاستقلال الذاتي كدوقية، حيث تركت الادارة كاملة لفنلندا، المجلس الاعلى، ولكن الدوق الاعظم كان امبراطور روسيا. كان لفنلندا خلال الحكم الروسي عملتها الخاصة، كذلك كانت هناك وحدة فنلندية خاصة في الجيش الفنلندي.
استخدم الفنلنديين الحكم الذاتي بذكاء لمصلحتهم. تمت تقوية اللغة الفنلندية، الثقافة الفنلندية والاقتصاد الفنلندي خلال هذه الفترة. الامور ساءت في بداية القرن العشرين، عندما حاولت روسيا تغيير الامور وجعلها مطابقة الى الروسية.
الجمهورية المستقلّة
اعلن استقلال فنلندا في السادس من كانون الاول سنة 1912 م. في بداية 1918 عانت فنلندا من حرب اهلية بين الحمر الذين يمثلوا الطبقة العاملة، و البيض الذين يمثلوا الطبقة الغنية. انتهت الحرب في أيار1918 بفوز البيض. استقلت فنلندا كجمهورية يحكمها رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب، مدة الحكم ستة سنوات. كذلك ينتخب الشعب في فنلندة البرلمان الذي يسّن القوانين.
حرب الشتاء و الحرب الاستمرارية
شنّ الاتحاد السوفيتي في 30 تشرين الثاني سنة 1939 الحرب على فنلندا. خلال الحرب العالمية الثانية حاربت فنلندا الاتحاد السوفيتي مرتين. المرة الاولى في شتاء 1939 – 1940. المرة الثانية في 1941-1944.
نتيجة الحربين تنازلت فنلندا عن منطقة كاريالا و بعض المناطق الاخرى الى الاتحاد السوفيتي. سكان هذه المناطق والذي كان عددهم في حينه 430000 شخصاً، اجبروا على مغادرة هذه المناطق و تركوا بيوتهم. المهم هنا أنه لم يتم احتلال فنلندا.
فنلندا بعد الحروب
تركت الحروب على فنلندا في حالة من الشك. في البداية كان هناك خوف من قيام الاتحاد السوفياتي بتحويل فنلندة الى بلد شيوعي مثل دول اوروبا الشرقية. بالرغم من ذلك تمكنت فنلندا من بناء علاقات جيدة مع الاتحاد السوفياتي مع استمرارها في تعاملها التجاري مع الغرب. على كل حال حافظت فنلندا على توازنها في علاقاتها مع الغب و الشرق.
بعد الحرب بداءت فنلندا بتصدير الورق ومنتجات الغابات ومن خلالها تحسين وضعها الاقتصادي و من خلالها تحسين وضع الشعب الاجتماعي. بداءت الخدمات الاجتماعية بالتطور وتحسن التعليم و الخدمات الصحية.
فنلندا في اوروبا الجديدة
بعد نهاية الحرب الباردة في نهاية 1980، اصبحت فنلندا قابلة على تغيير سياستها الخارجية.
في 1995، انظمت فنلندا الى المجموعة الاوروبية.
في سنة 2002 اتخذت فنلندا من اليورو عملة بدل المارك.
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، عانى الاقتصاد الفنلندي من كساد قاسي.من ضمنها فقدانها التعامل التجاري مع الاتحاد السوفيتي. السبب الاخر كان انه فنلندا اصبحت بحاجة الى مشاريع ناجحة في مجالات الصناعة الاخرى. مفاتيح النجاح وجدت في الهاتف النقال و المنتجات التكنولوجية العالية، التي اعطت الاقتصاد الفنلندي وجه عصري.
م