منتدى ثقف نفسك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافة عامة، تاريخ إسلامي ، موسوعة الأساطير ، حكايات شعبية ، حقائق حول الماسونية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نبدة من تاريخ مصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
recflow
موسوعة ثقافية
موسوعة ثقافية



عدد المساهمات : 1746
تاريخ التسجيل : 06/06/2012

نبدة من تاريخ مصر Empty
مُساهمةموضوع: نبدة من تاريخ مصر   نبدة من تاريخ مصر Emptyالسبت سبتمبر 01, 2012 7:41 am



يرجع تاريخ مصر إلى ما قبل خمسة آلاف سنة؛ أي إلى نحو عام 3100ق.م، حين شهدت مصر ميلاد إحدى أقدم الحضارات في تاريخ البشرية وكانت نشأتها على ضفاف نهر النيل، واستمرت لأكثر من ألفي عام. وهي تُعَدُّ بذلك من أطول الحضارات البشرية عمرًا وأكثرها امتدادًا عبر التاريخ. أطلق أهل مصر القديمة على بلادهم اسم كيميت، وتعني الأرض السوداء كناية عن وفرة الرواسب الطينية التي يرسبها النيل على جانبي مجراه وفي دلتاه خلال مواسم فيضانه، والتي أسهمت في خصوبة التربة وتجددها كل عام. وأضافت الحضارة المصرية القديمة الكثير إلى التراث الإنساني العالمي؛ فقد شهد وادي النيل إنشاء أول سلطة مركزية في التاريخ، بالإضافة إلى معرفة الكتابة والمساهمة في ابتكار عديد من العلوم منها الحساب والهندسة والطب والفلك، ومعرفة التقويم، والتفكير في البعث بعد الموت والثواب والعقاب. وهو ما دفع ملوكهم إلى بناء المعابد والمقابر المذهلة ومنها الأهرامات، إلى جانب معرفة طرق تحنيط جثث الموتى والتي مازالت أسرارها غير معروفة حتى الآن. ومرت على مصر مراحل تاريخية متباينة بعد ذلك، خضعت خلالها لحكم الإغريق والفرس والرومان حتى انبعث ميلاد جديد لمصر بدخول الإسلام ربوعها.

تواريخ مهمة

22هـ، 642م الفتح الإسلامي لمصر.
359-567هـ، 969-1171م الدولة الفاطمية في مصر.
567-648هـ، 1171-1250م الدولة الأيوبية في مصر.
648-923هـ، 1250-1517م دولة المماليك في مصر.
923هـ، 1517م غزو القوات العثمانية لمصر.
1213هـ، 1798م الحملة الفرنسية على مصر.
1216هـ،1801م طرد القوات العثمانية والبريطانية للقوات الفرنسية من مصر.
1286هـ، 1869م افتتاح قناة السويس.
1292هـ، 1875م بيع مصر لنصيبها من أسهم شركة قناة السويس لبريطانيا.
1299هـ، 1882م احتلال القوات البريطانية لمصر.
1333هـ، 1914م إعلان مصر محمية بريطانية.
1341هـ، 1922م اعتراف بريطانيا باستقلال مصر اسميًا.
1359-1361هـ،1940ـ 1942م محاربة القوات البريطانية والحليفة لها لقوات المحور (ألمانيا وإيطاليا) في مصر خلال الحرب العالمية الثانية.
1368-1369هـ، 1948 ـ 1949م اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى بعد تقسيم فلسطين بموافقة الأمم المتحدة.
1371هـ، 1952م اندلاع ثورة يوليو بقيادة الضباط الأحرار وإطاحتهم بعرش فاروق الأول ملك مصر.
1372هـ، 1953م إعلان النظام الجمهوري في مصر.
1373هـ، 1954م تولي عبد الناصر مقاليد الحكم في مصر.
1376هـ، 1956م تأميم مصر لشركة قناة السويس، والعدوان الثلاثي (الإسرائيلي البريطاني الفرنسي) على مصر، وإنهاء الأمم المتحدة للأزمة وانتصار مصر.
1378هـ، 1958م إعلان وحدة مصر وسوريا في دولة واحدة تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، ثم انسحاب سوريا من الاتحاد عام 1961م.
1380هـ، 1960م بدء إنشاء السد العالي بأسوان الذي بدأ تشغيله الفعلي عام 1968م.
1387هـ، 1967م اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة.
1390هـ، 1970م وفاة جمال عبد الناصر وتولي محمد أنور السادات رئاسة مصر.
1393هـ، 1973م اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة.
1399هـ، 1978م توقيع اتفاقية السلام (اتفاقية كامب ديفيد) بين مصر وإسرائيل.
1402هـ، 1981م اغتيال محمد أنور السادات وتولي محمد حسني مبارك رئاسة مصر.
1411هـ، 1990م عارضت مصر الغزو العراقي لدولة الكويت واشتركت مع قوات التحالف في طرد القوات العراقية خارج الكويت.
1413هـ، 1992م ضرب زلزال مدمر مدينة القاهرة، خلف 560 ضحية تحت الأنقاض وخسائر في الممتلكات قدرت بنحو مليار دولار أمريكي.
1420هـ، 1999م تحطمت طائرة بوينج تابعة لشركة مصر للطيران قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ عدد الضحايا 217 قتيلاً هم كل من كانوا على متنها.

الفتح الإسلامي.

بظهور الإسلام وانتشار نوره في الجزيرة العربية بعث في العرب المسلمين روحًا جديدة أسهمت في الاندفاع نحو إعلاء راية التوحيد والدعوة لدين الحق. وكان دخول العرب مصر بقيادة عمرو بن العاص إعلانًا بانتهاء فترة خضوع البلاد للإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية)، حيث دخلوا الإسكندرية عام²2هـ، 642م وكانت عاصمة مصر آنذاك. وعسكرت قوات المسلمين بقيادة عمرو بن العاص في مكان يشكل حاليًا جزءًا من القاهرة، وتم فيه بناء مسجد عمرو بن العاص. وأصبحت مصر تشكل جزءًا مهمًا من الدولة الإسلامية التي حكمها الخلفاء الراشدون ثم الخلفاء الأمويون من دمشق وتلاهم الخلفاء العباسيون الذين حكموا دولة المسلمين من بغداد.

بدأت الدولة العباسية تضعف خلال منتصف القرن التاسع الميلادي، مما مكن من ظـهور الدولتين الطولونية والإخشيدية في مصر بعيدًا عن نفوذ الدولة العباسية، خلال الفترة الممتدة بين عامي 255 و359هـ، 868 و969م. سيطر الفاطميون على مقاليد الحكم في مصر بدءًا من عام 359هـ، 969م واتخذوها مقرًا لهم ومركزًا لإدارة دولتهم. وشيدوا مدينة القاهرة لتكون عاصمة لهم وكان ذلك عام 363هـ، 973م، كما بنوا الجامع الأزهر الشريف الذي سرعان ما أصبح مركزًا مهمًا لتدريس العلوم الشرعية.

ومع ضعف الدولة الفاطمية وغزو الصليبيين للمشرق العربي ظهر نجم صلاح الدين الأيوبي منذ عام564هـ، 1168م ونجح في طرد الصليبيين من مصر. انتهت الدولة الفاطمية عام 567هـ، 1171م، وأصبح صلاح الدين سلطانًا على مصر. وقد اشتهر بالعدل والكرم مما رسخ الدولة الأيوبية في البلاد حتى عام 648هـ،1250م، حين بدأت تظهر قوة المماليك الذين نجحوا في الانقلاب على الأيوبيين وإنشاء دولتهم في مصر. وقد نجحت هذه الدولة في حماية البلاد والعرب من خطر المغول الذين زحفت قواتهم من وسط آسيا وهزمتهم في موقعة عين جالوت بفلسطين عام 659هـ،1260م. وتصارعت طوائف المماليك على حكم مصر لأكثر من 200 عام، ومع ذلك حققت مصر الكثير من الإنجازات الحضارية خلال تلك الفترة في مجالات الفن والعمارة والأدب.

الحكم التركي والفرنسي.

انهارت دولة المماليك في مصر عام923هـ، 1517م عندما غزاها الأتراك بقيادة السلطان سليم الأول، وأصبحت البلاد منذ ذلك الحين ولاية عثمانية. وقد عانت مصر في ظل الحكم العثماني من انهيار الأوضاع الاقتصادية ـ شأنها في ذلك شأن بلاد المشرق العربي ـ نتيجة لسيطرة الأوروبيين على تجارة الهند والشرق، وتحول طرق التجارة بين الشرق والغرب بعيدًا عن البلاد العربية .

غزت القوات الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت أراضي مصر عام1213هـ، 1798م ونجحت في هزيمة قوات المماليك الذين كانوا يحكمون معظم أقاليم مصر تحت راية الدولة العثمانية في معركة الأهرامات. وبحكم عداء فرنسا لبريطانيا كانت الحملة الفرنسية على مصر تهدف إلى قطع طرق التجارة البريطانية المؤدية إلى الهند وجعل مصر مستعمرة فرنسية. اصطحب نابليون معه نخبة من العلماء الفرنسيين الذين أجروا دراسات عديدة عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية في مصر وآثارها القديمة. وغادر نابليون مصر عائدًا إلى فرنسا عام 1214هـ، 1799م تاركًا قواته فيها، إلا أن مقاومة أهل مصر للعدوان، ومساعدة بريطانيا، وانتشار الأمراض بين القوات الفرنسية؛ أدت في النهاية إلى فشل الحملة الفرنسية على مصر وانسحابها عام1216هـ،1801م.

محمد علي وتحديث مصر.

كان محمد علي ضابطًا في الجيش العثماني الذي أرسل إلى مصر لطرد الفرنسيين عام 1216هـ، 1801م. وبنجاحه في المهمة ازداد نفوذه ونجح في تولي مقاليد الحكم عام 1220هـ، 1805م. ولتأمين وضعه ومركزه في البلاد دبر مذبحة القلعة عام 1226هـ، 1811م وفيها نجح في القضاء تمامًا على منافسيه من المماليك وتأمين حكمه؛ لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من حكمه سعى خلالها إلى تحديث مصر بناءً على برنامج محدد الملامح يهدف إلى تقوية مصر من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية. فأقام عديدًا من الصناعات وخاصة الحربية، واستعان بالخبراء الأوروبيين من فرنسا على وجه الخصوص وأرسل لفرنسا أعدادًا كبيرة من المصريين لتلقي العلم في التخصصات كافة. واهتم محمد علي بإنشاء الطرق وتطوير الزراعة المصرية حيث نجح في تحويل نظام الري السائد من ري الحياض إلى الري الدائم عن طريق إنشاء شبكة ضخمة من الترع.

أثار محمد علي بعمليات تحديثه لمصر عداوة بريطانيا له حيث كانت تخشى وجود دولة قوية في مصر ذات الموقع الجغرافي المهم. ونجحت بريطانيا عام 1257هـ، 1841م في إجبار محمد علي على قبول الأمر (الفرمان) العثماني العالي الذي حدد حجم القوات المسلحة المصرية بما لا يتجاوز 18 ألف جندي. وبموت محمد علي؛ تدهورت الصناعات المصرية إلى حد كبير، وتم إغلاق كثير من المدارس التي شيدها. ولم يكن خلفاء محمد علي في مثل قوة شخصيته وقدرته القيادية. وقّع ابنه سعيد باشا الذي حكم مصر خلال الفترة الممتدة بين عام 1271 - 1280هـ، 1854 - 1863م اتفاقية مع شركة فرنسية لشق قناة عبر برزخ السويس تربط بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر لتقصّر المسافة بين أوروبا وآسيا. وبدأ حفر القناة بالفعل عام 1276هـ، 1859م. وافتتحت للملاحة البحرية عام 1286هـ، 1869م. وحكم إسماعيل ـ خليفة سعيد ـ مصر خلال الفترة الممتدة بين عامي 1280- 1296هـ، 1863-1879م ونجح في الحصول على لقب خديوي من الدولة العثمانية. وعمل الخديوي إسماعيل على تطوير المؤسسات التعليمية في مصر وإنشاء الطرق وشق القنوات والسكك الحديدية والتوسع في زراعة القطن وتصديره إلى الأسواق العالمية، إلا أنه أنفق أموالاً ضخمة ـ وبإسراف شديد ـ على بناء القصور ورصف الطرق وعلى كثير من مظاهر الترف مما أدى إلى تضخم ديون مصر. وفي محاولته لتدبير النقد اللازم لسداد هذه الديون عرض حصة مصر من أسهم قناة السويس للبيع وأسرعت الحكومة البريطانية بشرائها عام 1292هـ، 1875م، وبذلك أصبحت بريطانيا أكبر مساهم في شركة قناة السويس.

الحكم البريطاني.

زاد اهتمام بريطانيا بمصر بصورة تدريجية خلال القرن التاسع عشر الميلادي. ونتيجة لمحاولات الخديوي إسماعيل مقاومة النفوذ الأوروبي في البلاد، نجحت خطة بريطانيا في الإطاحة به وتنصيب ابنه توفيق. حاول بعض الضباط المصريين بقيادة أحمد عرابي خلال عامي 1298هـ، و 1299هـ،1881 و1882م إجراء بعض الإصلاحات والحصول على مزيد من الاستقلال في وجه النفوذ الأجنبي مما دفع بريطانيا إلى غزو مصر ونجحت قواتها في هزيمة القوات المصرية في معركة التل الكبير في سبتمبر عام 1299هـ،1882م، واحتلال القاهرة ونُفي أحمد عرابي ورفاقه إلى خارج البلاد، وأعادت الخديوي توفيق واليا علي مصر. وخلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلاديين كان أعضاء أسرة محمد علي مجرد حكام اسميين لسيطرة بريطانيا وهيمنتها على أمور البلاد كافة. وقد حرصت بريطانيا على تطوير زراعة القطن في مصر لتلبي حاجة مصانعها في لانكشاير وتجاهلت تطوير الخدمات الصحية والتعليمية، مما قوى التيار الوطني المطالب بالاستقلال.

أثرت الحرب العالمية الأولى (1914ـ 1918م) بقوة على العلاقات المصرية البريطانية في الوقت الذي كانت فيه مصر تشكل، من الناحية الرسمية، جزءًا من الإمبراطورية العثمانية عند بدء الحرب. وبعد تحالف الدولة العثمانية مع ألمانيا فرضت بريطانيا حمايتها على مصر، في محاولة منها لحماية مصالحها في البلاد وتأمين سلامة مرور قواتها عبر قناة السويس فدافعت عن القناة وحالت دون استخدام السفن الألمانية لها.

الاستقلال.

عاشت مصر فترة من الفوضى السياسية امتدت بين عامي1338-1341هـ، 1919ـ1922م، جدد خلالها رجال مصر بقيادة سعد زغلول المطالبة بالاستقلال. وزادت روح التذمر ضد البريطانيين بعد نفي سعد زغلول خارج البلاد؛ مما أدى إلى سقوط الحكومة وإجراء المفاوضات مع بريطانيا من جديد، وقد تمخض عنها عدد من النتائج. ففي عام 1341هـ، 1922م اعترفت بريطانيا باستقلال مصر بشرط وجود قوات لها في البلاد، وأكدت معاهدة عام 1355هـ، 1936م المبرمة بين مصر وبريطانيا استقلال البلاد فقلصت مجال وجود القوات البريطانية في مصر وأصبح مقصورًا على معسكرات خاصة في منطقة القناة.

وخلال الحرب العالمية الثانية (1358 - 1364هـ، 1939 - 1945م) غزت قوات المحور (ألمانيا وإيطاليا) الأراضي المصرية من ناحية الغرب في محاولة منها للسيطرة على قناة السويس، ونجحت قوات الحلفاء في وقف زحف قوات المحور وهزيمتها في معركة العلمين ـ غربي الإسكندرية ـ عام 1361هـ، 1942م. وكانت مصر عضوًا مؤسسًا للأمم المتحدة عام 1364هـ، 1945م. وخلال العام نفسه أسست مصر مع عدد من الدول العربية جامعة الدول العربية التي اتخذت القاهرة مقرًا لها. وفشلت الأحزاب المصرية بعد الحرب العالمية الثانية في إنهاء الوجود البريطاني في مصر، وحققت مصر نجاحات محدودة في مجال القضاء على الأمية والفقر والأمراض.وصوتت الأمم المتحدة على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية عام 1367هـ، 1947م. وتم إعلان تكوين دولة إسرائيل عام 1368هـ، 1948م مما أدى إلى اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى التي انتهت بهزيمة القوات العربية، وأرجع ضباط الجيش المصري تلك الهزيمة إلى أخطاء للحكومة المصرية.

الجمهورية.

نجحت ثورة عام 1371هـ، يوليو 1952م بقيادة جمال عبد الناصر في طرد الملك فاروق وحل الحكومة. فكانت نقطة بداية لتكملة مسيرة الاستقلال السياسي وتطوير البناء الاقتصادي للدولة. وتولى مجلس قيادة الثورة (المؤلف من الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة يوليو) مسؤولية إدارة البلاد في عام 1371هـ، سبتمبر 1952م، وأصبح اللواء محمد نجيب رئيسًا للوزراء، وتم حل الأحزاب، وأعلنت الجمهورية في مصر في عام 1372هـ، يونيو 1953م. وتولى محمد نجيب رئاسة الجمهورية إلى جانب رئاسته لمجلس الوزراء.

وخلال العامين الأولين شارك جمال عبد الناصر الرئيس محمد نجيب في تحمل مسؤولية إدارة البلاد رغم اختلافهما في الكثير من الأمور. وفي أبريل عام 1373هـ، 1954م أصبح جمال عبد الناصر رئيسًا للوزراء، وفي أكتوبر من العام نفسه وافقت بريطانيا على سحب قواتها من مصر في موعد غايته 18 يونيو عام 1956م (1375هـ). وفي عام 1373هـ، نوفمبر 1954م اختفى اللواء محمد نجيب من مسرح الأحداث في مصر وتولى جمال عبد الناصر قيادة الدولة. سعى عبدالناصر إلى تطوير اقتصاد البلاد بزيادة الإنفاق الحكومي على قطاع التعليم، وتأمين الوظائف الحكومية لخريجي الجامعات المصرية، وبناء سد ضخم جديد على مجرى نهر النيل لزيادة حصة المياه المخصصة للزراعة ولتوليد طاقة كهرومائية تستغل في تأمين احتياجات الصناعات الحديثة وحاجة السكان.

سعى عبد الناصر إلى الحصول على تمويل لبناء مشروع السد العالي من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. وسحبت الولايات المتحدة، مستخدمة البنك الدولي، تمويلها للمشروع في عام 1375هـ، يوليو 1956م، وكان رد عبد الناصر تأميم قناة السويس لاستخدام إيرادات الشركة في تمويل مشروع السد العالي. وتوترت خلال العام نفسه العلاقات بين مصر وإسرائيل لدعم مصر للفلسطينيين الذين أغاروا على جنوبي فلسطين المحتلة من قطاع غزة الذي تديره مصر، وكان رد إسرائيل إغارتها على قطاع غزة.

وفي أكتوبر عام 1956م، 1375هـ، أغارت القوات الإسرائيلية على مصر فاحتلت شبه جزيرة سيناء. وكانت بريطانيا وفرنسا تسعيان إلى إعادة سيطرتهما على قناة السويس، لذلك اشتركت قواتهما في الإغارة على مصر واحتلال بورسعيد. وكان الدافع الأساسي لفرنسا للمشاركة في هذا العدوان هو الانتقام من دعم مصر المستمر لثورة الوطنيين في الجزائر ضد النفوذ الفرنسي. أدانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي العدوان الثلاثي على مصر، وقامتا بالضغط على الدول المعتدية حتى تم سحب قواتها، وعوضت مصر جملة أسهم شركة قناة السويس بعد تأميمها، وتم وضع قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام على طول الحدود المصرية الإسرائيلية.

الجمهورية العربية المتحدة.

خرج عبد الناصر من أزمة السويس والعدوان الثلاثي على مصر قويًا منتصرًا وحصل على تأييد شعبي واسع في مصر والوطن العربي. وعرض زعماء سوريا على عبد الناصر مشروعًا لوحدة مصر وسوريا في دولة واحدة عام 1378هـ، 1958م، ووافق عبد الناصر على الاقتراح وانتخب رئيسًا للدولة التي عرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة. وفي 1381هـ، سبتمبر 1961م قامت مجموعة عسكرية بإنقلاب عسكري فصل سوريا عن مصر وأنهى دولة الوحدة.

التقدم ومعوقاته.

يشكل عقد الستينيات من القرن العشرين الميلادي نقطة تحول في الحياتين الاقتصادية والاجتماعية في مصر. ففي عام 1382هـ، 1962م أممت الدولة الشركات الكبرى والمصارف وسعى عبد الناصر إلى تطوير الصناعات الأساسية في مصر التي كانت في حاجة إلى مصدر كبير للطاقة. اتجه عبد الناصر إلى الاتحاد السوفييتي (سابقًا) لمساعدته في تنفيذ مشروع السد العالي بأسوان والذي بدأت عملياته عام 1380هـ، 1960م وتم تشغيله عام 1388هـ، 1968م. وأسهم السد العالي في تطوير نظم الري المصرية مما مكن من اتساع مساحات الأراضي المزروعة وتزايد الإنتاج الزراعي كمًا وكيفًا بمعدلات كبيرة. وخلال الأعوام 1371، 1381، 1389هـ، 1952، 1961، 1969 الميلادية، صدرت قوانين الإصلاح الزراعي، واتسعت دائرة الخدمات التعليمية والصحية. اندلعت حرب الأيام الستة بين العرب وإسرائيل في 5 يونيو عام 1967م (1387هـ) وكان من نتائجها احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء وتقدم قواتها حتى الضفة الشرقية لقناة السويس. توفي عبدالناصر فجأة عام 1390هـ، 1970م.

تجدد القتال والسلام.

إثر وفاة جمال عبدالناصر تولى نائبه محمد أنور السادات رئاسة مصر. وغيرَّ اسم الدولة الرسمي فأصبح جمهورية مصر العربية. وأثبتت خطوات السادات حنكته السياسية وقدراته غير المحدودة على التغيير. وكان يخطط لتحقيق هدفين هما: 1- استرداد الأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1387هـ، 1967م 2- تحقيق التنمية الاقتصادية. وكان يؤمن بأهمية الدعم الأمريكي لسياساته، لذلك اتخذ قرارًا باستغناء مصر عن الخبراء السوفييت في كافة المجالات.

كانت خطوته التالية بعد اتفاقه مع سوريا الهجوم المفاجئ والجريء للقوات المصرية على قوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء عبر قناة السويس في العاشر من رمضان عام 1393هـ، السادس من أكتوبر 1973م. ساندت الدول العربية مصر ووقفت بجانبها، وتتابعت الأحداث التي أبرزت للولايات المتحدة الأمريكية أهمية وخطورة هذا الجزء من العالم، وضرورة المحافظة على السلام والاستقرار فيه. توصلت مصر وإسرائيل إلى اتفاق لفصل قواتهما في سيناء عام 1394هـ، 1974م تحت إشراف هنري كيسنجر مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ووزير خارجيته فيما بعد. وفي العام التالي (عام 1395هـ، 1975م) اتفقت الدولتان على انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض أجزاء سيناء التي احتلتها منذ عام 1387هـ، 1967م. وفي عام 1395هـ، يونيو 1975م تم افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية بعد أن كانت مغلقة أمام الملاحة منذ عام 1387هـ، 1967م.

زار السادات إسرائيل وألقى خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي عام 1397هـ، 1977م. وفي العام التالي تم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية التي عرفت بعد ذلك باسم اتفاقية كامب ديفيد التي استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء مقابل الاعتراف بإسرائيل وإنهاء حالة الحرب معها. وقد وقع هذه الاتفاقية كل من محمد أنور السادات رئيس مصر، ومناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل، وجيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت.

شجع السادات القطاع الخاص ورؤوس الأموال الأجنبية على الاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدمية المختلفة، وهي سياسة حققت بعض النجاحات. لم تلق سياسات السادات تأييد كل طوائف الشعب، كما رفضتها الدول العربية لكونها شكلت خروجًا على الإجماع العربي في الموقف من الصراع العربي الصهيوني فجمدت عضوية مصر في جامعة الدول العربية ومؤسساتها المختلفة. وفي أكتوبر عام 1981م، 1402هـ، تمكَّن بعض ضباط الجيش من اغتيال الرئيس السادات أثناء متابعته لعرض عسكري للقوات المصرية في ذكرى 6 أكتوبر (يوم النصر).

تولى محمد حسني مبارك رئاسة مصر (كان نائبًا للرئيس محمد أنور السادات) عام 1402هـ، 1981م، وأعاد هيكلة اتفاقية السلام مع إسرائيل، وحافظ على سياسة دعم القطاع الخاص، مما زاد من تقارب الولايات المتحدة الأمريكية ومصر. وسعى إلى إعادة ربط مصر بالدول العربية. خلال السنوات الأخيرة من عقد الثمانينيات تمت عودة مصر إلى جامعة الدول العربية عام 1410هـ، 1989م، بعد أن تم تجميد عضويتها، طوال عشر سنوات. عارضت مصر منذ البداية غزو النظام العراقي للكويت عام 1411هـ،1990م، وهو موقف لم يقتصر على التنديد بالغزو، بل تعدى ذلك إلى الاشتراك الفعلي مع قوات التحالف الدولية التي طردت القوات العراقية خارج حدود الكويت عام 1412هـ، 1991م بعد فشل المساعي السلمية لإنهاء الغزو.

قدمت الحكومة المصرية مساعدات لضحايا الزلزال الذي ضرب القاهرة عام 1992م، وخلّف أكثر من 560 قتيلاً ونحو 6,000 جريحًا وخسائر مادية قدرت بنحو مليار دولار أمريكي.

أعيد انتخاب الرئيس محمد حسني مبارك لفترة رئاسية ثالثة بعد فوزه في الاستفتاء الذي أجري عام 1993م.

عملت مصر على تقريب وجهات النظر بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى وقعت اتفاقية الحكم الذاتي من الجانبين في 4 مايو 1994م، وأسهمت في إعداد الكوادر الفلسطينية التي وصلت غزة في يوليو 1994م لتدير شؤون الحكم الذاتي.

وبحلول عام 1998م، وترسيخًا للثوابت السياسية الخارجية للبلدين في تعضيد التضامن العربي انفرجت العلاقات المصرية السودانية بعد توتر دام أكثر من ثماني سنوات بسبب بعض المشكلات الحدودية، وعدد من التهم المتبادلة حول المعارضة السودانية ومحاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس حسني مبارك إبان زيارته لإثيوبيا لحضور مؤتمر القمة الإفريقي عام 1995م. جدد الشعب المصري ثقته في الرئيسي حسني مبارك فانتخبه لفترة رئاسية رابعة عام 1999م. وبعد أكثر من شهر من عمليات الاقتراع الشاقة والطويلة انتهت الانتخابات البرلمانية في نوفمبر 2000م، واحتفظ الحزب الوطني، الحاكم، بمعظم مقاعد البرلمان.

استضافت القاهرة مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عقد في نوفمبر 2000م، لنصرة انتفاضة المسجد الأقصى التي قدمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نبدة من تاريخ مصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نبدة تاريخية عن بلجراد
»  شخصيات لها تاريخ
»  تاريخ فنلندا
» تاريخ بوتان
» تاريخ الشيشان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثقف نفسك :: ثقافة عامة :: تاريخ الحضارات-
انتقل الى: