تقع سبيطلة – سفيتلة القديمة - في الوسط الغربي للبلاد التونسية وتبعد حوالي 260 كلم عن قرطاج. ويعود الإستقرار البشري بسبيطلة إلى عصور بعيدة وعلى الأقل بالأحواز المباشرة للمدينة العتيقة حيث تم العثور على رماديات متعددة ترجع إلى الألفية الثامنة والسادسة قبل الميلاد. إلا أن تأسيس المدينة يؤرخ بالنصف الثاني للقرن الأول الميلادي، في فترة حكم الفلافيين.
ومع انتشار المسيحية أصبحت سبيطلة مقر أسقفية خلال القرن الثالث الميلادي على أقصى تقدير. وقد تعرفنا على أسماء العديد من أساقفة المدينة بفضل محاضر جلسات المجامع المسيحية المجتمعة في عديد المدن الإفريقية من بينهم أسقف دعاه الإمبراطور هنوريوس سنة 411 لإدانة الدوناتية.
وإثر رجوع البيزنطيين في عهد الإمبراطور جستنيانوس سنة 533 أصبحت سبيطلة أحد مراكز الحكم البيزنطي. ويبدو أن البطريق جرجير اختار المدينة مقرا له إثر إعلانه الاستقلال عن الإمبراطور بداية القرن 7 الميلادي. و قد تم خلال هذه الفترة تحصين عدد من المباني للتصدي لهجومات قبائل البربر والجيوش الإسلامية القوية الزاحفة من طرابلس جنوبا. وفعلا فقد دارت أولى المعارك بين البيزنطيين والمسلمين بسبيطلة أو قربها و توجت بانتصار المسلمين في سنة 647 وبذلك بدأت البلاد التونسية بصفة خاصة وشمال إفريقيا بصفة عامة مرحلة جديدة من تاريخها.