حضارة بابل القديمة
المقدمة
هناك الكثير من الحضارات التي ما زالت أسمائها مطبوعة في قلوبنا على الرغم من أندثارها قبل الأف من السنين …فكل حضارة تعبر عن عادات وتقاليد شعوب مضت وما كانوا يفعلونه من أنجازات التي أعتبرت في أزمانهم عجائب لن ينساها أحد حتى نحن أيضا وفي عصرنا الحالي ولو تطور العالم وأصبحت هذه العجائب سوى حطاما الا أنها الركائز الأساسية لهذا التطور الذي توصل إليه الأنسان ولا يستطيع أحد نكرانه فهي المادة الرخام التي صنعت المجد للأنسان الحديث ومن خلالها واصل طريقه لتحقيق ما كان مستحيل في يوم من الأيام …لذلك أحببت أن أتطرق الى أحدى هذه الحضارات التي شهدتها العالم على مر العصور من أزدهار وتألق لم يسبق له مثيل خلال فترة مهرجاننا الذي سيتهل علينا بهذا الوقت من كل عام حاملا معطاء من أكاليل زهورٍ واوسمة ما يسعد خلدت أعضائه المميزين ليكون صيف مميزا لجميع من حوله وبذلك سأكشف لكم عن إحدى زهور الحضارات التي فتحت من خلال ثمارها صفحة من صفحات التاريخ المشرق وهي حضارة بابل القديمة .
الموضوع
نبذة عن الأمبراطورية البابلية الأولى
بدأ هذا العصر عندما هاجمت قبائل أمورية بدوية الأراضي الممتدة بين الفرات ودجلة في الوقت الذي كانت المنازاعات مستمرة بين المدن البارزة فلم تكن هناك قوة كافية لردع تسربها الى بلاد الرافدين فأحتلت هذه القبائل مدن عديدة ومن هذه المدن مدينة بابل والتي كانت في ذلك الوقت مجرد محطة للقوافل التجارية . وبذلك كانت أول ومضات الحضارة البابلية على يد الأسرة الأمورية ممن يعود إليها الفضل في إعمار بابل وبدء إزدهار عصر جديد وكان أول من أسس أسرة حاكمة للشعب الجبلي الأموري حاكم بابلي ذي شأن وهو الملك سمو ابوم في القرن التاسع عشر ق.م …وقد سميت أمبراطوريتهم بالبابلية نسبة الى عاصمتهم بابل أي ((باب الأله) وأمتاز ملوك بابل عن ملوك المدن الأخرى على أنهم كانوا يطلقون على كل سنة من سنين حكمهم أسما يحمل ذكر أهم الأحداث التي حدثت في تلك السنة .