أســـدود ..... فبل الميلاد
كانت قرية عربية تقع شمال شرقي غزة على الطريق الرئيسية التي تربط السهل الساحلي لفلسطين
و ترتبط بالقدس بعدة طرق و بها محطة سكة حديد لقطار القنطرة – حيفا. نشأت القرية على ربوة ترتفع عن سطح البحر 42 مترا و تبعد عن شاطئ البحر المتوسط 5 كم و تبعد 6 كم عن نهر سكرير ( صقرير ) الذي يمر بشمال القرية متجها نحو البحر، يرجع تاريخ أسدود إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد ، كما دلت الخفريات الأثرية , سكانها الأولون هم العناقيون وهم من القبائل الكنعانية التي سكنت الساحل الفلسطيني و جنوب فلسطين في العصور القديمة ولقد أطلق عليها العناقيون أسم ((أشدود)) بمعنى الحصن وهذا اسمها الأصلي و ليس كما يظنه البعض أنه الاسم العبري حيث يطلق عليها الصهاينة الآن هذا الاسم محاولين سرقة التراث الفلسطيني و الإسلامي , وكانت اسدود ميناء ً هاماً و مركزا تجارياً و في القرن الثاني عشر قبل الميلاد نزل الفلسطينيون الساحل الفلسطيني و جعلوا أسدود إحدى أهم مدنهم الخمسة الرئيسية و مركز عبادة إلههم [ داجون ].
و في حوالي 1050 قبل الميلاد هاجم اليهود أسدود ولكن الفلسطينيين انتصروا عليهم في معركة " رأس العين " قرب يافا و استولوا على ( تابوت العهد ) الذي كان يحفط فيه اليهود شرائعهم .و قد دلت الحفريات التي جرت في الستينات من القرن الماضي على أن أسدود الفلسطينية كانت على جانب كبير من الحضارة و الغنى و قد اكتشفت بها أختام و ألواح و أوان دينية مختلفة.
ولقد كان لموقع أسدود على الطريق بين مصر و سوريا أهمية كبيرة و لقد جر عليها ذلك كثيرا من الحروب و الويلات و خاصة الحرب التي نشبت بين الأشوريين و المصريين الفراعنة وفي سنة 734 قبل الميلاد استسلمت المدينة إلى " تغلات بلاسر الثالث " ملك أشور ، و في سنة715 قبل الميلاد نشبت بها ثورة ضد الأشوريين بتحريض من " شاباقا " فرعون مصر فأرسل " صارغون الثاني " ملك أشور قواته لمحاصرتها ودام الحصار ثلاث سنوات تمكن في سنة 711 ق . م من اقتحام المدينة و إخضاع ملكها ، و أسكن فيها مستوطنين أشوريين و أصبحت أسدود عاصمة لولاية أشورية ، و في عهد " أشوربانيبال " ( 668 - 625 ق . م ) فرض بساميتكوس فرعون مصر الحصار على أسدود . و وصف المؤرخ هيرودوتس هذا الحصار بأنه أطول حصار في التاريخ !! لأن المصريين لم يتمكنوا من أخذها إلا بعد 29 سنة ( من عام 659 ق . م إلى 630 ق . م )
أسدود في القرن السادس ق . م .
و في القرن السادس قبل الميلاد كانت أسدود عاصمة الفلسطينيين مدينة مزدهرة للغاية مما جعل هيردوتس يسميها ((( مدينة سوريا الكبرى ))) و لما استولى الفرس على مصر في أواخر هذا القرن استولوا في طريقهم على أسدود و كل فلسطين و قد قاوم أهالي أسدود في ذلك الوقت إرجاع اليهود
من بابل إلى القدس و ندد " نحميا " حاكم القدس اليهودي الموالي للفرس بالفلسطينيين في أسدود الذين كانوا يتكلمون بلغة غير يهودية العبرية.
تهديم نهاية القرية :
هدمت القرية عام 1948م من طرف الكيان الصهيوني وأقيمت على أنقاضها مستوطنة (هارتون) ومستوطنة (موشاف اشتاؤول) وقد تأسستا عام 1949م، بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 279 نسمة، وارتفع إلى 468 نسمة عام 1931م وإلى 620 نسمة عام 1945م.