جرائم الماسونية وفضائحها
يؤكد غالبية المؤرخين على الدور الذي لعبته الجمعيات الماسونية في إشعال نار الثورات والحروب على مدى القرنين الماضيين، والقرن الحالي.. ويرى "جان مينو" أن مؤامرة ماسونية كانت هي "الشرارة التي ألهبت نار الثورة الفرنسية، وإن المحفل الماسوني التشيكي كانت له قيمة مجلس الحرب، حيث قرر إشعال حرب ضارية ضد الألمان".
وفي كتاب "المحفل الأكبر الوطني السوري – اللبناني" للماسونيين حسين اللازر، وأحمد مختار نجا، نقرأ هذا النص: "إن الماسونية لا تتدخل في الدين، ولا في السياسة، ولكنها في الحقيقة هي التي قلبت نظام العالم في الثورة الفرنسية والأمريكية والروسية". وقد أعلن "سيكار دبلوزول" سنة 1913: "تستطيع الماسونية أن تفتخر بأن الثورة – أي الفرنسية- من فعلها هي".. وقد أكد ذلك "لويس بلانك" في كتابه "تاريخ الثورة الفرنسية" وصرح بذلك أيضاً الماسونيان "إميابل" و "كولفافرو" في محاضرة لهما في 16 مايو في محفل الشرق الأعظم خلال المؤتمر الماسوني العالمي الذي عقد سنة 1889، وفي سنة 1904 جرت مناقشة في مجلس النواب الفرنسي عن الدور الذي لعبته الماسونية في إشعال نار الثورة الفرنسية، وبعد بضعة أسئلة استجوابية، تقدم بها المركيز "روزانب" قال: "إننا متفقون إذن بصورة كاملة على هذه النقطة بالتحديد، وهي أن الماسونية كانت الصانع الوحيد للثورة الفرنسية. وهذه التصفيقات التي أسمعها – الآن في المجلس- تبرهن على أن الموجودين يعلمون بذلك مثلي تماماً" وعندئذ نهض النائب "جومل" وهو أحد الأعضاء المعروفين لمحفل الشرق الأكبر وقال: "نحن لا نعلم ذلك فحسب، بل إننا نعلنه على الملأ"..
وكانت نسخة من "مخطوطات" تتعلق بخطة تدبير الثورة أرسلها د. وايز هاوبث – وهو أحد أوائل منظِّري الماسونية الحديثة التي كانت تعرف في ألمانيا باسم النورانية – قد اكتشفت بينما كان حاملها يمر خلال "راتسبون" في طريقه من فرانكفورت إلى باريس لتسليمها إلى جماعة النورانيين.
وقد سلمت هذه المخطوطات إلى السلطات المختصة في حكومة بافاريا، وبعد أن درست الحكومة البافارية وثيقة المؤامرة، أصدرت أوامرها إلى قوات الأمن لاحتلال محفل الشرق الأكبر الذي كان "وايزهاوبث" قد أسسه مؤخراً،ومداهمة منازل عدد من شركائه من الشخصيات ذات النفوذ، واعتبرت حكومة بافاريا جماعة النورانيين خارجة عن القانون.
وفي سنة 1786 نشرة سلطات بافاريا تفاصيل المؤامرة، وكان عنوان تلك النشرة "الكتابات الأصلية لنظام ومذاهب النورانيين". وأرسلت نسخاً منها إلى كبار رجال الدولة والكنيسة. ولكن تغلغل النورانيين، ونفوذهم، كانا من القوة بحيث أمكن تجاهل هذا التصريح.
وقد ظلت فرنسا طيلة قرن كامل، منذ اندلاع الثورة فيها – تعاني من الفوضى وتقلب نظام الحكم فيها من الملكية إلى الجمهورية إلى الإمبراطورية.. ثم عادت الملكية لها، ثم عادت جمهورية مرة ثانية. كل ذلك بسبب الخطة الماسونية التي استهدفتها".
وقد خلف وايزهاوبت في الأبوة الروحية للمحافل الماسونية الجنرال "بايك".. ويشير "وليام كارل" في كتابه "الدنيا لعبة إسرائيل" إلى رسالة من الجنرال "بايك" إلى "مازيني" – موحد إيطاليا- في 15/8/1865، وهذه الرسالة محفوظة في سجلات مكتبة المتحف البريطاني في لندن. وقد تضمنت تلك الرسالة أشياء خطيرة منها: "سوف نطلق عقال الفوضويين والإلحاديين ونعمل على إحداث فاجعة اجتماعية هائلة ستكون من البشاعة بحيث تظهر للأمم بوضوح نتائج الإلحاد المطلق، منبع الوحشية ومصدر الهيجانات الدموية. وعندئذ فلا مناص للناس في كل مكان من الدفاع عن أنفسهم ضد تلك الأقلية العالمية من الثوريين. فيهبون لإبادة مدمري الحضارة هؤلاء. وسيتلو ذلك أن تفقد الجماهير المسيحية إيمانها بالدين المسيحي، ونجد أن عقيدة الإلهية ضلت عن وجهتها، مما سيجعل هذه الجماهير لحاجة متعطشة لأي عقيدة مثالية جاهلة بمن تتوجه إليه بالعبادة، فيلتقي آنذاك النور الحقيقي لدى الكشف في العالم أجمع عن عقيدة الشيطان الصريحة التي ينادي بها أخيراً بشكل علني!.. أما هذا الكشف العلني فسيتم بنتيجة ردة الفعل العامة التي ستعقب لدى الجماهير تدمير المسيحية".