في الإعلام العماني مجددًا..
لم انتبه لها كثيرًا حين كانت ابنتي تسألي مساء أمس:"وين قناة عمان في تلفزيونا"
سألتها ببرود وبخجل من أضاع الجواب: "ليش"؟ قالت: أريد أتابع اللي صاير في صحار، يقولوا ان الشرطة قتلت واحد هناك!!
هي الصف العاشر ولأول مرة تفكر طوال السنوات التي مضت في فتح التلفزيون على القناة العمانية.
أضع هذا الدرس على طبق من ذهب وأقدمه إلى وزير الإعلام..
سنوات طويلة ونحن نهرب من الإعلام العماني: نهرب من الركاكة والضحالة والسطحية. نهرب من الدجل والتطبيل والخواء والنفاق السياسي والتضليل الاجتماعي. سنوات ونحن نتوارى خجلًا من إعلامنا: من الشخصية النمطية التي يرسمها، ومن رسالاته المعلبة العقيمة، ومن همومه التي لا تلامس همومنا ولا ترقى إلينا.
لم أساعدها في البحث عن التلفزيون العماني بين ركام القنوات، لا أريد أن يشوّه طفولتها ما شوّه طفولتي، وأن يحبطها ما أحبطني...
سوف أحتضن ذلك الذي سقط قتيلًا في صحار، وسألفه بعلم بلادي، وأطبع قبلة على جبينه وعيناي تفيضان بالدمع، ولكن دون أن أسمح لوزير الأعلام أن يرى المشهد.
سوف لن أقدم له هذا الدرس حتى في قفير: وزير الإعلام مسؤول عربي، وعلمتني التجارب أن المسؤولين العرب لا يتعلمون من التجارب.