في البداية الامر أدهشني التقليد الاعمى لبعض من قادات الفكر التنظيرى أو التطبيقي أو غيره في بلدنا الاسلامي في نقل بعض الافكار الغربية والعادات الى بلاد الاسلام بدون تمحيصها ولاتدقيقها، ودون البحث عن بعض الحقائق الخفية وراء بعض الافكار، ولايتم الاطلاع على الرأي الشرعي لذلك، ولست أقصد بأنه لايجب أن نأخذ من الغرب شيئأً، وليست هي مجال الحديث الان، ولكن ما اقصده بأن هناك بعض العادات الغربية ورموز أصلها عقدي عندهم ونقلت الى بلادنا دون ان نعرف حقيقة هذه الرموز وخطرها على العقيدة وعلى الاسلام، وسنأتي هنا لعرض شعار حملة مكافحة سرطان الثدي أولا ثم نأتي الى الرمز الاخر والذي سيدهش الجميع.
وسأتحدث أولا حول شعار حملة التوعية باضرار مرض سرطان الثدي في شكل شريط متصالب وردي اللون كماهو موضح في الصورة أعلاه وسأبين في هذه التدوينة حقيقة هذا الرمز وأصله، وماهو المقصود به، مع ملاحظة أني لست هنا ضد حملة الوقاية من المرض، بل على العكس التوعية من الامراض ومعالجتها مطلب شرعي وإنساني، ولكن البحث هو حول الرمز وعنه فقط، وعلاقته بالعقيدة المسيحية.
عرفت الاشرطة الملونة المتصالبة بأنها تخدم قضية اجتماعية أو صحية، وتعبر في أحيان كثيرة عن دعم المصابين بهذه الامراض أو الحالات المأساوية، وذلك بالقيام بحملات توعوية لكي تبقى هذه القضايا عالقة في اذهان الناس، وكل لون من هذه الاشرطة يعبر عن مرض معين، فاللون الوردي مثلا يعبر عن دعم مرضى سرطان الثدي، والاسود يعبر عن الحداد، واللون الاحمر لدعم مرضى الايدز، والاخضر لدعم مرضى الاكتئاب وهكذا، ولكن! ماذا يعني هذا الشكل المتصالب للشريط، وماهو أصل هذا الشكل؟
إن الاصل فيها يعود لاحد الحركات التعبدية عن المسيحين، ويستخدمها الشخص عندما يريد الالحاح بالدعاء الى الله أو يطلب الحظ الوافر، فانه يقوم بعقد اصبع السبابة فوق الاوسطى أو العكس كما في الصورة التالية، ومن ثم الدعاء، فهذه الحركة تجسد شكل الصليب بكل بساطة. وبذلكك فهم يعتقدون بأن الارواح الحميدة تلتقي عند تقاطع الاصبعين، وهي بمثابة رفع اليدين بالدعاء عندنا كمسلمين، ولذلك نجد نفس حركة الاصابع المتصالبة على شعار اليانصيب الانجليزي والامريكي، اشارة بذلك الشعار بان مشاركتك في اليانصيب مدعوما بالدعاء مما قد يجعل حظك عظيما وتحقق الفوز، واختيار الاشرطة المتصالبة أتى من هذا المعنى أي أننا بهذه الحملات نتمنى حظا وافرا من الصحة للمصابين بالمرض، ويعلق على الصلبان المسيحية نفس الشريط وبه اشارة الى التقاء الارواح الحميدة ايضاً، وعندما نقلوه لدعم المرضى ارادوا به أن يدعوا الله بان يشفي المصابين وينجي الله المصابين بهذا المرض، ونتمنى لهم حظا من الصحة. ويجب أن نلاحظ هنا من هو الرب الذي يعبده المسيحين. وماهي الارىاح الحميدة المقصودة في عقيدتهم.
والذي حدث مؤخراً في محافظة البدائع بمنطقة القصيم في تاريخ 10/11/1432، فقد تم تدشين أكبر واطول شعار (صليب) مضاء في العالم لشعار سرطان الثدي (ذي الاصل العقدي)، لتدخل محافظة البدائع موسوعة جينيس للارقام القياسية بهذا العمل، وماحدث لهو حدث يستحق أن نقف ونفكر، مالذي حدث؟ مالذي ادخلناه الى بلاد الحرمين؟ فسحقاً لكل من افتخر بهذا العمل، وبئس الرقم القياسي الذي حققناه، بأن يعلق هذا الصليب في بلاد الحرمين على مرأى من الجميع، بل كان الكثير من الناس يصفقون لهذا العمل، ونعوذ بالله من هذا الخذلان، وكان ينبغي علينا كمسلمين ان نتنبه لمثل هذه الرموز التي مع الايام ستصبح مألوفة ومعتادة للناظرين حتى تنصب الصلبان علانية في بلاد الحرمين، ولاشك اذ أن نبينا عليه افضل الصلاة واتم التسليم حذرنا من تقليد اليهود والنصارى، وأمرنا ان نخالفهم حتى في ايام الصيام، واللباس، والكثير من العادات الاجتماعية، فضلا عن العبادات حتى تبقى للمسلمين هويتهم، أو يأخذ المسلم من عقيدة اليهود والنصارى الى دينه ماليس منه، ولن يضرنا إن اطعنا الله ورسولة واختعرنا شعار خاصا بالمسلمين لمثل هذه الحملات الصحية والانسانية، فطاعة الله ورضاه هي غايتنا ولايهمنا أن ترضى عنا اليهود ولا النصارى، فهم لن يرضوا، ولتكون للمسلمين هويتهم الخاصة.
لم يتوقف الامر على شعار حملة التوعية بالسرطان فحسب، ودعونا الان نناقش الرمز الاخر، والذي قد يصدم الجميع ووبذلك يتضح أن هذه الاعمال تروج الى داخل بلدنا بأفكار خارجية ولتبحثوا عن كل من كان وراء ادخال هذه الرموز الى هذا البلد الامين، بلد التوحيد ومهبط الرسالة الربانية واطيب بقاع الارض.
لا يخفى على كل منا ما قامت به وسائل الاعلام في السنوات الاخيرة من حملات حق المرأة السعودية في قيادة السيارة حتى كادت أن تكون وكأنها قضيتنا المصيرية، ومع الاسف فإن رواد هذه الحملات لم يعرف عنهم يوما بأنهم قاموا بأي عمل حقوقي (على حد تعبيرهم) يهم الوطن ويساعد على التنمية، ولم يخدموا أي قضية اجتماعية بنفس هذا الجهد الذي قاموا به في هذه الحملة ولا حتى عشره، وحتى أن الكثير منهم ظهر لنا تحت اسم ناشط حقوقي وناشطة حقوقية، والجدير بالذكر أن هؤلاء المتغنين بحق المرأة في القيادة لم ينبسوا ببنت شفه في قضايانا الاجتماعية الاخرى والتى تعتبر أكثر أهمية من قيادة السيارة والأغلبية تعلم ذلك، مثل الازمة السورية والازمة السعودية مع الحوثيين، والبطالة وارتفاع الاسعار، وازمة الاسكان والاراضي زيادة نسبة الطلاق وغيرها الكثير، ولم نجد منهم حلول الا الجعجعة والظهور الاعلامي المشوش، وفي نهاية المطاف ادخلو شعارهم المتصالب هو الاخر، وهو يحمل نفس شكل الشريط المتصالب الذي تحدثنا عنه سابقاً، لاحظوا الشعار الاخر لتعرفوا ما اقصده.
وفي النهاية، أود أن أوصيكم أحبتي بأن لايخدعنا اعلامنها المغرض، ويجب ان نعلم حقيقة كل من اصبح يتحدث باسم السعوديين والسعودييات تحت مايسمونه بالحرية والحقوق المسلوبة، فهذا ما افرزته لنا العلمانية والليبرالية في السعودية مع الاسف ليس هناك ضابط لحريتهم المزعومة ولا نعلم الى اين سيصلون بالناس لانهم مع الاسف هم المسيطرون على الاعلام وتوجيه الرأي العام هذه الايام. وبعد هذا الشعار الثاني فقد تشكل لدي رؤية بان هؤلاء الليبراليين يحملون اجندة ممنهجة لتطبيقها في بلاد الحرمين، وهو إما جهلا منهم بما يجري حولهم أو تواطئ رخيص لتسير الليبرالية فوق الاسلام ويمرر من خلالها كل ماهو ضد الدين وتشويه التعاليم الدينية وسأفصلها في البحوث القادمة باذنه تعالى.