منتدى ثقف نفسك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافة عامة، تاريخ إسلامي ، موسوعة الأساطير ، حكايات شعبية ، حقائق حول الماسونية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسلام والحروب الصليبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
recflow
موسوعة ثقافية
موسوعة ثقافية



عدد المساهمات : 1746
تاريخ التسجيل : 06/06/2012

الإسلام والحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام والحروب الصليبية   الإسلام والحروب الصليبية Emptyالسبت سبتمبر 01, 2012 10:43 am



الإسلام والحروب الصليبية

عندما تحول العرب من الوثنية إلى الإسلام في القرن السابع الميلادي لم تكد أوربا العصور الوسطى تلحظ ذلك التحول في بادئ الأمر, ويبدو أنه لم تُطرح إلا أسئلة قليلة عن هذا الدين الجديد وعن أتباعه في هذا الوقت المبكر, فهم في أعين البلاد المسيحية في الغرب لا يختلفون عن بقية الشعوب البربرية الأخرى كالهنغاريين والسلافيين والآفار.وأن دينهم يعبر عن هرطقة مسيحية جديدة. ولهذا لم تكن ثمة حاجة للمزيد من المعلومات عنهم في هذا الوقت المبكر.
الوحيدون الذين بحثوا في الأمر أكثر من ذلك لأسباب بديهية, هم المسيحيون في أسبانيا, ذلك أن سيطرة المسلمين السياسية جعلت هؤلاء الباحثين يحاولون أن يكونوا صورة أوضح عن الإسلام والمسلمين, وإن لم تكن أكثر دقة.
ولكن على أثر دعوة البابوية ضد الإسلام, انطلق روجر دي هوتفيل Roger de Hauteville النورماندي لاستعادة صقلية عام 1060م, ودخل الفونسو السادس طليطلة عام 1085م, ودخل جودفري دي بويون Geoffroy de Bouillon القدس عام 1099م. وقد أدى فتح هذه الجبهات الثلاث إلى اتصال وثيق مع المسلمين. فأخذت صورة الإسلام تتشكل وتصبح بالتدريج أكثر وضوحاً ودقة. على أنه كان لابد لهذه الصورة أن تتأثر لعدة قرون بتشويهات المنافسة الأيديولوجية التى لابد منها.
وهكذا بعد أن أصبح القتال أكثر تركيزاً وتوجيها كان لابد من إعطاء الإسلام والمسلمين صفات أوضح وأدق, وكان لابد من تبسيط صورته وإعطائها طابعا نمطيا عدائيا.ً
وعندما اندلعت الحروب الصليبية أصبحت هناك حاجة كبيرة وملحة للحصول على صورة للإسلام والمسلمين. وكان رجل الشارع الغربي يرغب في صورة تبين الصفة الكريهة للإسلام عن طريق تمثيله بشكله الفج, على أن تكون في الوقت نفسه مرسومة بشكل يرضي الذوق الأدبي الميال إلى كل ما هو غريب, وهو ميل يشكل سمة بارزة في جميع الأعمال الأدبية في ذلك الوقت.
وهكذا حدث أن الكتَّاب اللاتين الذين أخذوا بين عام 1100م وعام 1140م على عاتقهم إشباع هذه الحاجة لدى الإنسان العامي, وأخذوا يوجهون اهتماماتهم نحو إطلاق أوصاف عدائية على المسلمين فوصفوهم بصفات غير لائقة مثل: السراقنة "Saracens", والوثنيون "Pagans", والكفار "Infidels", والمحمديون "Muhammadan", والأعداء, إلى غير ذلك من النعوت والصفات التى لا تمت بصلة للمسلمين الذين عُرف عنهم التسامح, واحترام أهل الذمة الذين كانوا يعيشون معهم.
كما أخذ هؤلاء الكتاب يوجهون اهتماماتهم نحو حياة محمد (صلى الله عليه وسلم) دون أي اعتبار للدقة. فأطلقوا العنان "لجهل الخيال" كما جاء في كلمات ر.و. ساوثرن R.W. Southern فكان محمد في عُرفهم ساحراً هدم الكنيسة في أفريقيا وفي الشرق عن طريق السحر والخديعة وضمن نجاحه بأن أباح الاتصالات الجنسية.
ولقد قدر لهذه الصورة أن تزداد تشويها في الكثير من الأعمال الأدبية, واستعملت أساطير من الفلكلور العالمي ومن الأدب الكلاسيكي ومن القصص البيزنطية, وكان الهدف الوحيد إثارة اهتمام القارئ بالعرض المشوه للعقيدة الإسلامية, ووصلت الملاحم إلى أعلى ذرى الابتكارات الخيالية. فقد اتُهم المسلمون بعبادة الأوثان. وكان محمد (في عُرف تلك الملاحم) صنمهم الرئيسي, وكان معظم شعراء الصليبيين يعتبرونه كبير آلهة المسلمين. وكانت تماثيله "حسب أقوالهم "تصنع من مواد غنية وذات أحجام هائلة.
لدينا وصف للمسلمين رسمته كلمات المؤرخ الصليبي "فوشيه الشارتري" الذى كان شاهد عيان لمعظم أحداث الحملة الصليبية الأولى, وهو وصف يكاد يكون تجسيداً لرؤية المصادر الغربية عموماً في ذلك الوقت المبكر من أدوار الصراع الصليبي الإسلامي. فهو يقول: " كان الوثنيون (يقصد بهم المسلمون) يمارسون عبادة الأصنام وبعض الخرافات, كما كانوا يبجلون معبد الرب تبجيلاً عظيماً, حيث كانوا يفضلون فيه تلاوة الصلوات, غير أن هذه الصلوات كانت تضيع سُدى لأنها تقدم لصنم أقيم هناك".
وفي السياق نفسه يشير الرحالة الألماني لودولف فون سخيمLudolph Von Suchems إلى أن السراقنة (يقصد المسلمين) كانوا يتعبدون إلى الصخرة المقدسة, ويرتحلون من بلدان نائية لزيارتها بكل تقوى, ويقدمون احتراما عظيما لها ". كما ينفرد رادولف من كين Radulfus of Caen بالحديث عن تمثال مزعوم موجود في منطقة مسجد قبة الصخرة وادعاء كاذب أنه لمحمد (صلى الله عليه وسلم).
ومن المؤكد أن فوشيه الشارتري, ولودولف ورادولف وغيرهم من المؤرخين والرحالة الغربيين خلطوا بين الاحترام الذى كان يكنه المسلمون لمسجد قبة الصخرة والذي أطلقت عليه المصادر الصليبية اسم معبد الرب وبين زيارته, وبين العبادة فيه بإقامة الصلوات, ويدل على ذلك وصف الرحالة الألماني فورزبرج الذي وصف مسجد قبة الصخرة وأطلق عليه اسم معبد الرب, وأشار إلى أن المسلمين كانوا يأتون لتأدية الصلاة في هذا المكان, ويتوجهون في صلاتهم صوب الجنوب "القبلة".
لم تتوقف افتراءات المؤرخين والرحالة الغربيين عند هذا الحد بل عادوا يروجون لفكرة أخرى تذهب إلى أن المسلمين لم يكن لهم دين يدينون به, ومن ذلك إشارة المؤرخ فوشيه الشارتري الذى راح يردد في أكثر من موضع في كتابه. "يا له من عار على المسيحيين أن يلومنا من لا دين لهم على ديننا". كما يذكر في موضع آخر "يا له من عار إذ قام جنس خسيس مثل هذا الجنس (يقصد المسلمين) جنس منحل, تستعبده الشياطين بهزيمة شعب يتحلى بإيمان عظيم".
هذه القسوة التى تميز بها المؤرخون الصليبيون في الأدوار الأولى من الحروب الصليبية هي في حقيقة الأمر تعبير عن المستوى الحضاري المتعصب الذى عاشه مجتمع أوربا في تلك المرحلة, حيث تم شحذ أذهان الناس بأن المسلمين ليسوا أهل دين بل هم وثنيون في محاولة منهم لتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف وتشويه صورة المسلمين.
والواقع أن هذه الصورة التى تمثلتها أذهان عامة مثقفي الغرب ليست فى حقيقة أمرها إلا تراثاً تكون بفضل تلك الدعاية الدينية المحمومة التى قادتها البابوية أثناء الحروب الصليبية. على أن الأخطر من ذلك, أن هذه الرؤية التي رسمتها المصادر الغربية في العصر الصليبي لابد وأنها أسهمت في تكوين الصورة المشوهة للإسلام والمسلمين والتي حفظتها الأجيال اللاحقة, وتناقلتها أذهان الأوربيين الغربيين حتى يومنا هذا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإسلام والحروب الصليبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التاريخ الاسلامي ملحق الحروب الصليبية
» التعليم في الإسلام
» الإدمان و الإسلام
» المقاطعة - الإسلام-
» الخدم في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثقف نفسك :: ثقافة عامة :: تاريخ الحضارات-
انتقل الى: