موقف المسيحية والإسلام من الماسونية
ارتبط ظهور الماسونية الحديثة وانتشارها بالبروتستانية وليس هنالك أدنى شك في أن "مارتن لوثر" كان ماسونياً.. وهنالك انسجام تام بين الماسونية والبروتستانية، مثلما هو الأمر بالنسبة للبروتستانية والصهيونية.
وهنالك ما يدل على أن الماسونية ضد الأديان بصفة عامة:
1- ففي مؤتمر الطلاب الذي انعقد في سنة 1865م في مدينة (لييج) التي تعتبر إحدى المراكز الماسونية في العالم – أعلن الماسوني المشهور LAF ARGE في الطلاب الوافدين من ألمانيا وأسبانيا وروسيا وإنجلترا وفرنسا قائلاً: يجب أن يتغلب الإنسان على الإله وأن يعلن الحرب عليه وأن يخرق السماوات ويمزقها كالأوراق.
2- وجاء في مضابط مؤتمر بلجراد الماسوني سنة 1911م "يجب ألا ننسى بأننا، نحن الماسونيين، أعداء للأديان وعلينا أن لا نألُ جهداً في القضاء على مظاهرها.
3- وهذا هو زعيم الماسونية الفرنسية يقول في النشرة الرسمية "إنا نحن الماسون لا يمكننا أن نكف عن الحرب بيننا وبين الأديان، لأنه لا مناص من ظفرها أو ظفرنا، ولا بد من موتها أو موتنا، فالماسون لا يمكن أن يذوقوا طعم الراحة إلا بعد أن يغلقوا جميع المعابد، ويحولوها هياكل لحرية الفكرة وإله العقل".
4- وفي عام 1866م جاء في جريدة الماسون: "يجب على الماسون أن يقيموا أنفسهم فوق كل اعتقاد بالله أياً كان".
وقد حارب بابوات الفاتيكان الماسونية منذ عام 1738م (على عهد البابا كليمنت الثاني عشر) الذي أصدر أول مرسوم يتعلق بالماسونية، جاء فيه: "أفادتنا الأنباء عن تأليف جمعيات سرية تحت اسم "فرماسون" وأسماء أخرى شبيهة بهذا الاسم. ومن خواصها أنها تضم إليها رجالاً من كل الأديان والشيع، يرتبطون فيما بينهم بروابط سرية غامضة، وحسبنا شاهداً على أن اجتماعاتها الخفية هي للشر لا للخير، وأنها تبغض النور، وإذا كان فكرنا في الأضرار الجسيمة التي تنجم عن هذه الجمعيات السرية رأينا منها ما يوجب القلق، سواء كان لسلامة الممالك أم لخلاص النفوس، ومن بعد أخذ رأي إخوتنا الكرادلة، ولعلمنا التام، وقوة سلطتنا وحكمنا بأن هذه المنظمات، والجماعات المعروفة باسم "الفرمسون" يجب رذلها ونفيها. وبناءً عليه نرذلها. ونشجبها بقوة هذا المنشور الذي يريد أن يكون مفعوله مخلداً.
وقد ظل موقف الفاتيكان ثابتاً إزاء الماسونية حتى عام 1965م، عندما أصدر البابا بولس السادس أمراً يعطي للكهنة الحق بإلغاء كل قرار كنسي سابق تضمن الفرمان المسيحي بتجريم الماسوني. وقام بنفسه باستقبال مجموعة من أعضاء نادي "الروتاري" عام 1965م ليباركهم! ناقضاً بذلك التعاليم البابوية التي تنص على أن: "المسيحي الذي ينضم لنادي الروتاري يتعرض إيمانه للشبهة" وبيد أن موقف البابا بولس السادس من الماسونية كان منسجماً مع موقفه من اليهود عندما أصدر لهم "براءة" من دم المسيح.