دم الراهب لفطيرة الفصح!
ونعود إلى أدولف كريميو، الذي سبق وأن أشرنا إليه سابقاً لنلقي مزيداً من الضوء على الدور الذي لعبه في حادثة دمشق التي وقعت سنة 1840، ففي ذلك العام قام بعض اليهود في دمشق بذبح راهب مسيحي يدعى الأب توماس، لاستخدام دمه في شعائرهم الدينية. ولأن الراهب كان تحت الحماية الفرنسية، فقد حقق القنصل الفرنسي الموضوع، وأمر باعتقال عدد من اليهود، ولكن جيمس روتشيلد (أستاذ آمر/ كريميو/مثلما كان ليونيل روتشيليد أستاذ وآمر /دزرائيلي/ في بريطانيا)- بنفوذه القوي استطاع أن يثير الرأي العام الفرنسي، وأحرج رئيس الوزراء "الذي دخل معه في معركة حامية على صفحات الجرائد، وكان كريميوا قد قرر السفر إلى دمشق للتحقيق في الحادث، وذهب إلى هناك مع اثنين آخرين على نفقة روتشيلد، ونجح الثلاثة في الإفراج عن المعتقلين وتبرئتهم، ثم ذهبوا إلى السلطان عبدالحميد في الأستانة، فحصلوا منه على فرمان في مصلحة اليهود. ولما عاد كريميوا إلى براريس استقبله اليهود على طول الطريق بالهتافات والمظاهرات. ولكن الحكومة الفرنسية استطاعت أن تقف على الصلة الحقيقية بين الماسونية وهذه الحادثة، فقامت على إثر ذلك بمصادر مكتبة محفل الشرق الأعظم Grand Orient وأودعتها بأسرها أمنة في المكتبة الوطنية الكبرى في باريس. ولا تزال موجودة فيها حتى الآن. وهنالك ما يثبت أيضاً وجود علاقة بين قضية "دريفوس" والماسونية، والتي تشبه إلى حد بعيد حال دمشق، من حيث تدخل الماسونية، وإثارة الموضوع على صفحات الجرائد، وتحدي رئيس الحكومة، وممارسة الضغط عليها!