المحاضرة الثانية القسم الثاني ..
تطور الفكر العربي ـــ المحاضرة الاولى ..بقلمي من أرشيفي
لنلقي إطلالة خفيفة على حقبة ساهمت في ازدهار الأمة العربية لتعطيها مركزا أثبتت من خلاله كيانها
و ساهمت في بناء حضارة جعلتها أكثر الأمم تحضرا وقتها .
ألا و هي حقبة الإسلام فلا يمكن لأي كان عربي أو عجمي أن ينكر فضل الإسلام و المسلمين
في مساهماتهم العلمية عبر علماء داع صيتهم و كانت لهم البصمة الإيجابية في عالم العلم و العلوم
و نذكر على سبيل المثال ابن سينا و الرازي في ميدان الطب و ألزهراوي الذي كان يجرى عملية استئصال على الغدة الدرقية
و هي عملية لم يجرؤ على أي جراح في أروبا على القيام بها إلا خلال القرن التاسع عشر أي بعده بتسعة قرون و قد بين هذه العملية بقوله
( (هذا الورم يسمى فيلة الحلقوم ويكون ورما عظيما على لون البدن وهو في النساء كثير
و لن ننسى ابن البيطار الذي ألف كتابا حول الأدوية عنونه بمفردات الأدوية
و كذا الشأن في باقي العلوم كعلم الفلك و من هنا كانت الحضارة الاسلامية حضارة عالميه متكامله
لجميع البشر ولم تقتصر على بشر او على مجال من العلوم على باقي مجالات بل اصبحت اساسيات
كل علوم العصر الحديث
جذورها اسلامية ان كان الكمبيوترا الذي لايعمل الا وفق معادله الخوارزمي
او كما معروف ان لغة الحاسب الالي هي لغه كهربيه وهي فقط رقمين من (0 , 1 ) صفر واحد والحاسب لايقبل اي قيمة غيرهما
وكما معروف ان اول من وضع وابتكر الصفر هم العرب المسلمين.
و علم الجبر الذي يرجع الى الخوارزمي او الكيمياء او علم الفلك ...بفضل علماء المسلمين
جعلت هذا كمدخل ثاني لمحاضرة اليوم كي نعرف تأثير المسلمين على كل العلوم
و أنهم بتمسكهم بدينهم تمسكوا بتعاليمه التي تأكد على ضرورة العلم لدوره في تقدم الأمم و كدليل على دعوة الإسلام على التفتح و عدم الانغلاق
أخذ بعض علمائه من علوم اليونان و تطويرها حريصين على أصالاتهم غير محاكين انحلالهم الخلقي مواكبين كل حداثة تخدم الأمة إيجابا
مبتعدين كل البعد عن أي شبهة تجعل عقيدتهم ضعيفة أو مشكوك فيها لتبقى أمتنا حينها محافظة على توازنها الذي أرادنا الله أن نكون عليه .
فلم يتركوا ميدانا إلا و أعطوه الاهتمام اللازم ليتماشى مع متطلبات حضارتهم الجديدة.
أبدعوا في فن المعمار ثم الميدان العسكري و صححوا سبل حياتهم الاجتماعية و وطدوا علاقاتهم
و أعطوها أهمية قصوى لإلمامهم بضرورة تنظيم هذا العلم (الاجتماع)
و جعلوا لكل علاقة معاملة خاصة حسب نوع العلاقة التي تربط بين الأشخاص
مميزين بذلك علاقة الأب بابنه عن علاقة الأب بأصدقائه و علاقة الابن بأمه عن علاقته بزوجته ثم أبنائه ليسود الاحترام و الحشمة
التي قلما كانت باقي الأمم تتسم بها
فهم لم يتأثروا بسلبيات الآخر أو بسلوكياتهم بل جعلوا لهم سلوكا مميزا مدروسا بات يضرب به المثل آنذاك كل هذا العز و التطور
كان سببه الإسلام الذي منه الله عليهم ليستمدوا منه قوتهم و يحررهم من أنفتهم
و وحشيتهم و كبريائهم و حبهم للرئاسة و السلطة (تلك الميزات التي كانت سببا في تشتتهم ما قبل الإسلام)
لنمر الآن للمرحلة التي تلت هذا العزه و جعلت العرب يعيشون الذل و الهوان.
ألا وهي مرحلة الصراعات و تخليهم على بعض بنود الإسلام محاكين الآخر في انحلالهم جاعلين غرائزهم تحكمهم بدعوى الحداثة
و التحديث لينتهي عصر الازدهار الذي بدأ عن طريق الإسلام بأول كلمة تنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرأ
و ينتهي برغبتنا في تقليد الآخر و ترك الإسلام ليصدق قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
