سلطنة دِلْهي دولة إِسلامية، سيطرت في الماضي على بقاع كثيرة مما يعرف الآن ببنغلادش، والهند وباكستان، وذلك من سنة 603هـ - 1206م إِلى سنة 933هـ 1526م. وتبدَّلت حدود السَّلطنة حسب قوتها العسكرية، ولكنَّها تركزت في وادي الجانج، والبنجاب، وكانت عاصمتها دلهي. وقد أَخضع السَّلاطين مناطق عديدة من الهند، للحكم الإِسلامي، لأول مرة، كما فتحت الطُّرق التِّجارية، وازدهرت التِّجارة.
وفي أواخر القرن الثاني عشر الميلادي استولى السُّلطان محمد الغوري ـ وهو ملك مسلم تركي ـ على جزء كبير من شمالي الهند. وفي سنة 603 هـ ، 1206م، تأسَّست سلطنة دِلْهي. وأَثناء القرن الثَّالث عشر الميلادي، نجح السَّلاطين في صدِّ هجمات مَنْ تبقَّى من الملوك الهندوس، والبوذيين، عن أَراضيهم، كما حالوا بين المغول الذين كانوا قد فتحوا الصِّين، والشَّرق الأَوسط ـ وفتح الهند.
وخلال القرن الرَّابع عشر الميلادي، مدَّت السَّلطنة فتوحاتها لبعض الوقت، إلى أَعماق جنوبي الهند. وفي سنة 801هـ ، 1398م نهب الفاتح تيمورلنك دِلْهي، ودمَّرها وذبح معظم أَهلها. ومع أَنَّ السَّلاطين استردوا دلهي. بعد رحيل تيمورلنك، في العام نفسه، إلا أَنَّ ممتلكاتهم السَّابقة تفككت إِلى ممالك محليَّة. وأَلحق بابار ـ سليل تيمورلنك ـ الهزيمة بآخر السَّلاطين سنة 933هـ ، 1526م، وأسس الدولة المغوليَّة.
وفي أَيام السَّلطنة هاجر كثير من المسلمين إلى الهند للخدمة جنودًا، أو موظفين حكوميين، أو علماء ودعاة، أو لأَغراض التِّجارة. وقام الدعاة المسلمون بهداية الكثير من الهنود إِلى الإِسلام، وعاشت غالبيَّة من اهتدوا إِلى الإسلام في الشَّمال الغربي، والشَّمال الشَّرقي، حيث تقع باكستان وبنغلادش الآن.