برنامج شاهد على العصر
الضيف - السلطان عبد الحميد الثانى
( السلطان الرابع والثلاثون للدولة العثمانية )
نستكمل حوارنا اليوم مع السلطان عبد الحميد الثانى
ونبدا سوالنا بيونيو 1876 وعزل عمك السلطان عبد العزيز على يد الحركة الماسونية بقيادة مدحت باشا ما هى ذكرياتك
ادع هولاء المجرمون على عمى الاسراف والتبذير فى اموال الدولة وانه اساء استخدام السلطة وهذا كذب بشع على هذا الرجل الطاهر الذى عرفته منذ الصغر شهما شريفا قويا
ولكنهم يقولون سيدى السلطان انه كان مسرفا وانه شوهد اكثر من مرة خلال زياراته لاوربا فى المراقص والملاهى
هذا كذب بواح فهى كانت مرة او مرتين بفرنسا لاسباب دبلومسية للقاء مسئولين غربيين وهذا اشاعة قبيحة اشاعه عنه الماسونيين
سيدى السلطان ولكن من الثابت ان ميزانية الدولة ارهقت الدولة وادخلتها فى ازمة اقتصادية عنيفة فى نهايه حكم عمك السلطان عبد العزيز
سيدى الفاضل ازمة الديون كان منذ حكم جدى وابى واشهد ان السلطان عبد العزيز قد قلل من مصروفات قصره الشخصية ولكن ادخال الصناعات الحديثة واستبدال الخبراء الاوربين بخبراء مسلمين وحركات الحروب ضد الصرب والدفاع عن الاسلام استنزفت جهود واموال كثيرة ودعنى احكى لك قصة عمى عندما سمع بخبر قناة السويس
تفضل سيدى السلطان
عندما سمع ببيع الحكومة المصرية لاراضى شاسعة من الدولة لشركة صلبية فرنسية واحضار عمال مصريين مسلمين للعمل فيها بالسخرة غضب ومارس الضغوط على الشركة الفرنسية لتعيد الاراضى وتلغى السخرة ولكن حكومة مصر رفضت حكم الشرع وتحاكمت الى نابليون الثالث حاكم فرنسا فاصدر حكما جائرا دفعت مصر مبالغ طائلة مقابل استعادة ارضها والغاء سخرة ابنائها فياللسخرية
ولكن سيدى السلطان ما هو سبب عزل عمك الحقيقى من وجهه نظرك
الحقيقة ان محاولته الطموحه لعمل نهضه اسلامية قائمة على اسس اسلامية لا علمانية اغاظت اعداء الاسلام وخدام الماسونية ولكن اشاد مخاوف الغرب هى محاولة السلطان عقد اتقافية مع الروس كادت ان تغير تاريخ اوربا بالكامل فى حالة اتمامها
وما هى بنود هذة الاتقافية
هى تنازل روسيا عن الاراضى التى احتلتها من الدولة العثمانية اضافة الى اراضى روسية بها غالبية مسلمية ومنتشر بها الاسلام والمقابل تنازل الدولة العثمانية عن ارضيها ذات الاغلبية النصرانية
ولكن عفوا سيدى السلطان وبغض النظر عن الحكم الشرعى فما هى مصلحة الامة فى هذا التنازل الكبير
برغم مخالفة بنود الاتفاق لبعض مبادى الاسلام الا ان السلطان عبد العزيز نظر اليها من ناحيتين 1- ان يعبد المسلمون الروس ربهم بامان وتحريرهم من العبودية 2- قطع الطريق امام التدخل الاجنبى بسد حجة الاقليات النصرانية
فى الثلاثين من مايو 1876 حاصر الماسونين واتباعهم بقيادة مدحت باشا من الجيش قصر الخلافة وقاموا بعزل السلطان عبد العزيز بعد 15 عاما قضاها فى السلطة فما تذكر سيدى السلطان
اذكر ذاك اليوم عندما جاء المجرم الصدر الاعظم مدحت باشا الماسونى واتباعه من العسكر بقيادة عونى باشا قائد الجيش و احمد باشا قيصرلى ناظر البحرية واحاطوا بعمى وحاصروه بقصره واعلنوا خلعه بحجه البذخ
فى الرابع من يونيو من نفس العام وبعد اقل من اربعة ايام على عزل عمك اعلن مدحت باشا عن انتحار عمك السلطان المخلوع عبد العزيزفما تذكر
اذكر انى لم ابكى رجلا مخلصا كعماه رحمه الله الذى قتل غدرا ولم ينتحر كما زعم الماسونيون واربابهم الصلبيون فقد كان عمى ابن 45 سنة فقط عند استشهاده والعجيب انهم زعموا انه انتحر بقطع شريان يديه اليمنى واليسرى فهل منتحر يقطع شريان يد واحدة ام كل اليدين وعندما اعدت التحقيق فى القضية بعد ان توليت الخلافة تبين انهم استاجروا اربعة مصارعين بسبب قوة عمى الجسمانية فغلبهم الا ان احدهم طعنه من الخلف ثم زورا قتله بغباء بقطع شريان يديه الاثنيتين ولو كان اذكياء لقطعوا واحده مهما حدث فقد كان ما كان من امر اليم على نفسى
تولى الحكم بعد عمك عبد العزيز اخيك الاكبر السلطان مراد الخامس والذى لم تدم مده حكمه اكثر من 92 يوما قبل ان تاتى عظمة السلطان الى كرسى الخلافة فنترك هذة الاحداث الى الحلقة القادمة من شهادة السلطان عبد الحميد الثانى على العصر
انتهت الحلقة الثانية
فى حالة رغبة طرح اسئلة ع الضيف برجاء ارسالها ع الخاص
مع تحيات مقدمكم
محمد ابو طه الازهرى الشهير باسد عربى
-حصرى وبقلمى-