منتدى ثقف نفسك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافة عامة، تاريخ إسلامي ، موسوعة الأساطير ، حكايات شعبية ، حقائق حول الماسونية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  بين الإعجاز والعجز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
recflow
موسوعة ثقافية
موسوعة ثقافية



عدد المساهمات : 1746
تاريخ التسجيل : 06/06/2012

 بين الإعجاز والعجز Empty
مُساهمةموضوع: بين الإعجاز والعجز    بين الإعجاز والعجز Emptyالسبت سبتمبر 01, 2012 6:05 am

بين الإعجاز والعجز

كثيراً ما تفنن مشايخ الإسلام وعلمائه في قضية "الإعجاز في القرآن". لم يتركوا نظرية أو قانون أو اكتشاف أو حتى ظاهرة طبيعية إلا وأوجدوا لها عرقاً إعجازياً في القرآن: من الإعجاز البلاغي إلى قوانين نيوتن والنسبية وعلم الأجنة والفلك والفيزياء والكيمياء والسياسة والفلسفة والقانون والتربية.

وكثيراً ما كانوا يلون أعناق العلم وأعناق الدين وأعناق اللغة والتاريخ كي يصلوا لما يسعون إليه.

صار الأمر ظاهرة: لها شيوخ طريقة ودراويش ومريدون ومنتفعون ومؤلفات وقنوات ومواقع إلكترونية، ومنظمات وأسواق تدور فيها ملايين الدولارات.

السؤال ليس عن مدى احتمال القرآن لكل ذلك، فقد شبع الموضوع نقاشاً من الفريقين: المع والضد. ولكن عن مسائل أخرى:

1. لماذا يفعلون ذلك؟ هل هو شعور بالنقص في أنفسهم وفي دينهم وتدينهم لأن التاريخ يتجاوزهم كما تجاوزهم العلم وتجاوزتهم الحضارة؟ هل هو استغلال للمعرفة (حتى وإن كانت معرفة ملوية الأعناق مكسورة الخاطر) في سبيل السلطة والمال والشهرة ومآرب أخرى؟
2. هل يفعلون ذلك تكبيراً من شأن الدين أم من شأن العلم؟ هل الأديان تحتاج لمباركة العلم، حتى ولو كانت مباركة قسرية، كسباً لمكانتها وديمومتها في العقول والقلوب والجيوب؟ هل العلم محتاج لمباركة الأديان كي يأخذ دوره في الحياة إصلاحاً أو إفساداً، بناءً أو تدميراً؟
3. ماذا سيقولون لذوي الألباب حين تسقط نظرية من النظريات التي بنوا عليها أمجادهم؟ ألم يحدث ذلك مراراً وتكراراً؟ ولكن لا بد هنا من تسجيل قدراتهم الخارقة على خلق الأجوبة المعلبة والحلول الجاهزة.
4. لماذا يقضون أعمارهم يتحدثون عن الحيض والنفاس، والمسيار والوناسة، والوطء والخلع، وحادثة السقيفة ومعركة الجمل، وحين يأتي مفكرٌ "كافر"، رهن عمره للعلم، بنظرية أو اختراع، يسرقونه من بين يديه في لحظة خاسرة وينسبونه إلى كتاب لم يحسنوا قراءته؟
5. لو ثبت وجدود نظرية ما في القرآن، أليس من الأجدر والأجدى في ظل تخلفهم الوجودي أن يتواروا خجلاً وألا يذكروا ذلك، بل وأن يكّذبوا من ادعى وجودها، احتراماً لكتابٍ كان بينهم لأكثر من أربعة عشر قرناً ولم يجدوا فيه ما كان ينبغي عليهم أن يجدوا؟
6. لماذا لا يحترمون عقول أولائك المحتاجين للدين كونه ديناً لا أقل ولا أكثر؟ لماذا لا يحترمون عقول المشككين والمرابطين على بوابة الحقيقة أكان مصدرها العلم أم الدين لا فرق لديهم؟
7. لماذا يسرقون الدين من سياقه التاريخي والاجتماعي والتعبدي، ليسقطوا قراءات مغلوطة على سياقات مغايرة؟

أليس من المخاطرة الزج بالأديان والمعتقدات في زوايا ضيقة ومراهنات خاسرة في سبيل انتشاء لحضي قد يذهب ضحيته العلم والدين؟

مثلاً: يقولون للعالم بأن آية: "اقرأ، بسم ربك الذي خلق" إنما نزلت للحض على التعلم والتعليم بمفهومه العصري والنظامي الذي جاء به الغرب؟ وفي نفس الوقت يتفاخرون (لا أدري لماذا وأدعي بأنهم مخطئون) بأن النبي محمد (ص) كان أمياً: لا يقرأ ولا يكتب؟

فأولاً: لماذا إذاً لم يقم النبي الأمي محمد (ص) بتعلم القراءة والكتابة فور نزول الآية؟ علماً بأنها نزلت في بداية البعثة الإسلامية.
ثانياً: ماذا لو تطورت فلسفة المعرفة ليصبح نظام التعليم الحالي (القراءة والكتابة) شيئاً من التاريخ؟ وهذا وارد بالطبع في ظل التقدم المطرد في علم الإدراك والـvirtual Reality.


الخطورة لا تكمن في اهتزاز مصداقية الدين فقط. الخطورة الأكبر في أن يبدأ الدين والعلم كلٌ في توجيه الآخر واستجداءه والتفاوض معه. هذا هو واقع هذا الجزء من العالم، وهذا هو سر التخلف العلمي والديني، والانهزام الحضاري، وهذا هو العجز بعينه وليس الإعجاز كما يدعون..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بين الإعجاز والعجز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثقف نفسك :: ثقافة عامة :: تاريخ الحضارات-
انتقل الى: