أبو طالب : (رضي الله عنه)
اسمه: عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم، أمّا عمران فقد ذكر في الكتب القديمة، وهو اسم عبري غير عربي، وقد لُقّب بشيخ البطحاء، والبطحاء أرض مكّة. إذن هو سيّد الحجاز، وزعيم القوم بعد أبيه عبد المطّلب، حيث استلم مسؤولية الكعبة وخدمة الحجّاج وحماية مكّة والحرم.
لقد اعتبرت بعض الفئات المتعصّبة بأنّ أبا طالب كافر ـ والعياذ بالله ـ بالرغم من وجود بعض المنصفين من أهل السنّة الذين يعتبرون أبا طالب مسلماً، وعندما ندرس التاريخ وبالأخصّ ما ذكره ابن عساكر في تاريخه، نلاحظ أنّ مكّة اُصيبت بقحط شديد، فقال القوم: يا أبا طالب، أقحَطَ الوادي، فهلمّ واستسقي، فذهب أبو طالب إلى الكعبة ومعه غلام كأنّه الشمس، فأسند ظهره بالكعبة ولاذ بإصبعه حوله، فأقبل بوجهه إلى السماء، وأخذ يدعو، فأقبل السحاب، في الحال من هنا وهناك. وانفجر الوادي ونزل المطر، وبدعاء أبي طالب وبشفاعة هذا الطفل الصغير الكبير استجابت السماء، حيث يقول(رضي الله عنه) في هذا المقام:
وأبيضُ يُستَسقى الغَمامُ بوجهِهِ ثمالُ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ
يلوذُ به الهلالُ من آلِ هاشـم فهم عنده في نعمة وفواضلِ