السَّموأَل :
هو السموأل بن عاديا صاحب الحصن المعروف، والعرب كانوا ينزلون عند السموأل ضيوفاً لأنّ السموأل عالي اللهجة وسريع النجدة. وسبب ضرب المثل عند العرب في قولهم «أوفى من السموأل» يعود إلى امرئ القيس التجأ إلى السموأل فأودعه درعه وأسلحته وابنته وذهب إلى القسطنطينيّة ليستنجد بقيصر الرومويسأله النصر على قَتَلة أبيه، وفي هذه الأثناء اُسر ابن السموأل الذي كان في الصيد من قِبل المنذر، فطلب المنذر من السموأل أن يسلّم الدرع والسلاح وابنة امرؤ القيس وإلاّ يضرب عنق ابن السموأل، فأبى السموأل ذلك فنفّذ المنذر وعيده((1)). ومن يطّلع على سيرة السموأل يحسّ شرفاً وإباءً بالاضافة إلى اندفاعه إلى المجد والفخر، وله قصيدة لاميّة مشهورة، يدعو إلى الأخذ بالمتعة والحياة دون التفكير فيها ولا في آلامها، وممّا جاء فيها قوله:
إذا المرءُ لم يَدْنَس مِنَ اللؤم عِرضَهُ فكــلُّ رِداء يَرتديه جميلُ
تُعيِّـــرُنا أنّا قليــلٌ عديــدنا فقــتُ لها إنّ الكرامَ قليلُ
وما ضرّنا أنّا قليـــلٌ وجــارُنا عزيزٌ وجارُ الأكثرين ذلِيـلُ
ونُنكِرُ إنْ شِئْنا على الناسِ قولَهــمُ ولا يُنكِرونَ القول حين نقُولُ
إذا سَيِّـدٌ مِنّا خـلا قامَ سَيِّــــدٌ قؤُولٌ لِما قال الكِـرامُ فعُولُ
وما اُخمدَتْ نارٌ لنـا دُونَ طـارق ولا ذمَّنا في النازلينَ نَزِيـلُ
سلِي إِنْ جَهِلْتِ الناسَ عَنّا وَعنْهُـمُ وليسَ ســواءً عالمٌ وَجَهُولُ
توفّي ابن عاديا سنة 560هـ. ق.