عبيد نَمْنَم
يُحكى أنّ هجيناً لأحد الأشخاص هربَ بعد أن أفلتَ من عقالِهِ وهامَ على وجهه , فتبعه أصحابه وطاردوه وحاولوا الإمساك به , ولكنه كان سريع العَدْوِ ، فلم يتمكنوا من اللحاق به , وكان لهم عبد نحيل العود ضامر البطن سريع العدو من قبيلة من العبيد تسمّى " عبيد نَمْنَم "، وكانت هذه الفصيلة من العبيد تتصف بنحافة الجسم وسرعة العَدْو . فانطلق العبد من البيت في أثر الهجين(1) الهارب . وكان البيت على ظهر قَوْزٍ(2) مرتفع عن الأرض , وكان العبد يرتدي ثوباً أبيض ويتمنطق بحزامٍ جلدي ، وما إن خرج من البيت حتى أخذ يعدو بسرعة ، وكان يُرَى بين الحين والآخر وهو يمدّ يده إلى الأرض ويلتقط بعض الأشياء ويضعها في حِجره ، وفعل ذلك عدة مرات . وغاب العبد بعض الوقت ثم عاد وهو يقود الهجين الهارب من زمامِه بعد أن أمسك به ووضع خزاماً في أنفه وقاده خلفه ، وظل يقوده حتى أوصله إلى مكانه ثم عقلَهُ وشدّ عليه وربطه مكانه ، ثم عاد إلى البيت وبعد أن جلس واستردّ أنفاسه سأله الحاضرون عن الشيء الذي كان يلتقطه ويضعه في حِجره ، فقال لهم إنه كان يملأ حِجره بالحجارة خشية أن يطير من شدة العدو لأن جسمه خفيف ولا يكاد يثبت على الأرض . فعجب منه الحاضرون ومن قوة ساقيه وشدة عَدْوه .