ما على الدنيا فالح
يحكى أنه كان لشيخٍ من العرب قطعة أرض مزروعة شعيراً ، وكان الزرع أخضر في بداية نموه ، ومرّ ذات يوم أعرابيّ كهل يلبس جاعداً على ظهره ومعه قطيـع من الغنـم يسوقه ويُظْعن بـه بقـرب أرض الشيـخ ، وكانت بعض الأغنام تدخل في الزرع وتأكل منه ، وكان للشيخ عبد قويّ مفتول العضلات مغرور بقوته لا يحسب أن أحداً يستطيع أن يغلبه ، فهرع العبد يجري مسرعاً نحو الأغنام يضربها بعصاه، ويطردها عن الزرع وهو يسبّ الأعرابي ويشتمه ويهدده بالضرب، فهادنه الأعرابيّ بالكلام اللين ولكنه لم يجدِ معه ، بل اقترب العبد منه ورفع يده ليضربه ولكن الأعرابيّ كان أسرع منه فأمسكه مع عصاه ووضعه تحت إبطه وضغط عليه بساعده حتى كاد يكسر عظامه وأخذ يسوق أغنامه على مهل ، والعبد معلق تحت إبطه تكاد تزهق روحه، وبعد أن ابتعد عن الزرع رماه من تحت إبطه فوقع محطماً ، لا يكاد يقوى على النهوض ، فقام العبد لا يصدّق بالنجاة وهرب لا يلوي على شيء وهو يقول : " طول والولاّدة بتولد ما على الدنيا فالح .