جميزات العبيد
يُحكى أن عدة أشخاص من العبيد اجتمعوا في ساعات النهار وقرروا الخروج في الليل ليسرقوا ما تقع عليه أيديهم من أشياء ، فذهبوا واختبأوا في أحد الأودية كي ينطلقوا مع حلول الظلام ، وكان معهم طبق مليء بثمر الجميز ، فأكلوا بعضه وبالوا على الباقي ورموه على التـراب ، وقالوا ما حاجتنا به ونحن سنسرق ما تشتهيه أنفسنا في المساء .
وعندما حلّ المساء وساد الظلام وكانت ليلة مظلمة همّوا بالخروج فتردّد أحدهم وقال : أتريدون الخروج في هذا الظلام الدامس ، فقد تعترضكم بعض الوحوش الكاسرة كالضباع وغيرها ، وقد تدوسون على بعض الحيّات فتلدغكم وتقتلكم ، وقال آخر مثل قوله فتراجعوا خائفين ، وبعد ذلك شعروا بالجوع فأخذوا يلمّون حبّات الجميز التي رموها ويمسحونها في ثيابهم ويقولون هذه لم يصبها البول ويأكلونها وهذه لم يصبها حتى أتوا عليها جميعاً ، وعند الصباح عادوا خائبين دون أن يفعلوا شيئاً ، فيقال لمن يتأفف عن شيء ويعود إليه :" لا تجعله كجميزات العبيد ".