قرى ما بهن هبة الريح
من عادة المسافر في الصحراء أنه إذا غربَتْ عليه الشمس وحلّ المساء فإنه يتّجه إلى أول بيت يلاقيه أمامه ليبيت فيه ، وبعد أن يستقبله صاحبُ البيت ويجلس ويأخذ مكانه يسأله صاحب البيت قائلاً :
- أنت قادم من سفر فهل حصلتَ على طعام ؟ فإذا كان الجواب بالإيجاب فإن صاحب البيت يقدّم له القهوة ويسهر معه بعض الوقت ثم يهيىء له مكاناً للنوم ويقول له : أنت مسافر والمسافر يتعب من السفر فخذ راحتك في النوم .
وعادة ما ينام صاحب البيت في فراش قريب من فراش الضيف .
أما إذا لم يصب طعاماً فإن المضيف يقدم له ما تيسر من الطعام ويأكل معه حتى يشجعه على تناول الطعام .
وظن شاعرٌ بدويّ أن الوضع في القُـرى مشابه لما تعـوّد عليـه في الصحــراء ، ولكنه وجد العكس من ذلك فكان كلما اتجه نحو بيت يقابلونه بالطرد وعدم الاستقبال حتى مرّ على ثلاثة قرى لم يستقبله فيها أحد فقال في ذلك شعراً :
ثلاث قُرى ما بهن هَبَّة الريح سِلْوَان وأبو دِيس والعيزرية
والقصيدة طويلة ولكن هذا ما يحضرنا منها ، وطارت أبيات ذلك الشاعر في هجاء هذه القرى وتسامع بها الناس فحرفها بعضهم على أنها :
ثلاث قُرى ما بهن هَبَّة الريح سِلْوَان والطُّور والعيزرية
والطور أيضاً قرية مجاورة لهذه القرى وهي تقابل المسجد الأقصى من الجهة الشرقية .والله أعلم .