تطريب الناقة
أصاب المحلُ والقحط بعض المناطق في الجنوب ، فعَمَّ الفقر وأصاب الناس عُسْرٌ شديد ، فأخذ أحدهم وكان عزيز النفس يُحَمِّل حجارة الملح من الجبل على ناقته التي لا يملك غيرها ، وينقلها إلى المدينة بأجرٍ زهيد ، ورآه أحدهم ذات يوم وهو على هذه الحالة فسأله :ما الذي تُحَمِّله يا فلان كلّ يوم على ناقتك وتذهب به إلى السوق ؟ فأنِفَ الرجل أن يخبره بالحقيقة المُرّة بل أجابه شِعراً :
الحَمْد لله غْنَاوِي(1) ما عَلَيّ فَاقَهْ أُجَلِّب المِلْح بَسْ تَطْرِيب للنَّاقَهْ
وكأنّه يُحَمِّل الملح ويجلبه إلى السوق لمجرد تطريب الناقة ، وليس بسبب وضعه الماديّ الصعب .