فن الكهوف
Caves art . إنظر : فن ماقبل التاريخ. منذ عام 1902 أصبح دراسة فن الكهوف علما موجودا ومثارا.حيث توالت الإكتشافات لهذا الفن في مواقع أخري بفرنسا واسبانيا . وحاليا إكتشفت مواقع عديدة خارج الكهوف في إستراليا وشمال شرق البرتغال وجنوب أفريقيا من خلال نقوش فوق جدران الصخور نقشها الإنسان البدائي في العصر الحجري. وكانت الرسومات للحيوانات منقطة مع توصيل النقط بخطوط عمرها 20000سنة.وقليل منها قاوم عوامل التعرية والمناخات المتقلبة . حيث شخص فيها الإنسان الحيوانات في البيئة من حوله . أو عبر فيه بالرموز والعلامات . لهذا كان إختلاف التعددية التصويرية من موقع لآخر سمة هذا الفن الأول. وفي كهف لاسكو بفرنسا وجدت مخلوقات تخيلية لاوجود لها أو بعض الصور الغير تامة . و فيها إلتباس واضح . وأعداد الأشكال في كهف ما قد تكون قليلة وفي كهف آخر قد تكون بالمئات كما في كهف لاسكو . والبشر صورهم قليلة في فن الكهوف لكن بالمئات في أشكال تماثيل صغيرة. وكان الدارسون لهذا الفن القديم قد إعتبروا لأول وهلة فن الكهوف عبارة عن رسم زخرفي غير معبر عن معان تركيبية إيحائية أوتعبيرية . لكن بعدما توالت الإكتشافات لهذه الأعمال الفنية بالكهوف والصخور إختلفت النظرة الفنية لهذا الفن القديم. حيث كان الفنان يطوع المواد الطبيعية بعمل ثقوب في الأسنان أو الأصدف أوالعظام .وكان ينحتها أو ينقشها ليصنع مشغولاته الفنية من التماثيل والعقود والخرز .وظهر فن الكهوف بصفة عامة لأن الإنسان البدائي المبدع كان يقضي فراغه داخل هذه الكهوف إبان العصر الحجري حيث كان ينام أو يتواري بها من الحيوانات. .وكان يصنع من التماثيل الصغيرة تمائمه لتقيه من الأرواح ومن الشرمستخدما تقنيات مختلفة للقيام بهذا العمل الإبداعي. وكان يختار مادته من التكوينات الصخرية ويطوعها مستخدما أصابع يديه لتشكيلها . كما كان يشكل أعماله من الطين الطري الذي كان يغطي الصخور . فالأعمال الطينية تم العثور عليها في مواقع في كهوف بجبال البرانس بجنوب غربي أوربا وقد شملت هذه الأعمال الفنية أيضا .. نقوشا بارزة كما في الثور البري في كهف ( لتوك دي أودوبيرت) الفرنسي. وهناك في كهف (مونتسبان) عثر علي دب منحوت بالأبعاد الثلاثية. وقد شكل من 700 كجم من الطين. كما إكتشف نحت مجسم علي الجدران في مناطق بوسط فرنسا حيث أمكن الفنان البدائي تشكيل الحجر الجيري . ووضع عليه بعض الآثار من الدهان الأحمر. وهذا كان يتبعه الفنان الأول أيضا في دهان التماثيل الصغيرة التي كان يشكلها ويلونها . وكان اللون الأحمر المستخدم في دهان وتلوين الجدران من أكاسيد الحديد التي كانت توجد في التربة والطين . بينما اللون الأسود كان من الفحم أو أملاح المنجنيز .وكانت هذه المواد توجد محليا . وتحليل هذه الدهانات قد بين أن الفنان كان يستخدم توليفة يخلطها قبل الدهان بها بإضافة بدرة التلك مضافا إليها زيوت نباتية أو دم الحيوانات أو زلال البيض أو شحومات حيوانية . ثم يقوم بتدوير الخليط ليصنع منه كميات كبيرة . واستعمل أقلام الطباشير الملون في رسوماته من مسحوق الصخور الجيرية الملونة . وكان يرش البوية بفمه أو من خلال أنبوب يضعها بفمه وينفخها ليرشها علي الرسم . وهذه الأساليب مازالت متبعة حتي الآن. وكان يرسم فوق الأسقف العالية مستخدما سلما وسقالات. لهذا وجدت فتحات في أماكن نصب هذه السقالات كما في كهف لاسكو الفرنسي . واستعان الفنان الأول يمشاعل مشتعلة بالدهون الحيوانية .وهذا ما تبينه آثارالسنجاب (الهباب) علي الجدران بالكهوف . وكانت اللوحات الجدارية لها رسومات وأشكال تعبيرية وتصويرية كبيرة وصغيرة معا في تنوع عشوائي فني . وكانت اللوحة قد يصل طولها 2متر بينما لوحة الثيران الجدارية في كهف لاسكو بلغ طولها 5,5 متر. وفي عام 1940 حاول العلماء تحديد عمر هذه الأعمال الفنية من خلال التحليل الكربوني المشع للتعرف علي عمر الفحم المستخدم في الألوان بهذه الرسومات . فاكتشفوا أن هذه الرسومات قد رسمت علي عدة فترات زمنية طويلة . وأن معظم الفن التشكيلي القديم في آسيا وأوربا عبارة عن حيوانات صغيرة وأشكال بشرية نحتت من العاج والصخور منذ32000 سنة . وقد عثر علي أشكال منها بجنوب غربي ألمانيا والنمسا . وأول رسومات كهفية ملونة عاصرت هذه الفترة إكتشفت عام 1995 بكهف( شوفيه) بفرنسا حيث قام العلماء بتحليل صور الخرتيت الصوفي والثور البري بالكربون المشع . فوجدوا أنها من أوائل عصر فن الكهوف منذ 32000 سنة. لهذا أعتبرت هذه الرسومات أقدم الرسومات في العالم . ورغم بساطة هذه الأعمال الفنية من منحوتات ورسومات إلا أن أسلوبها كان يختلف من قارة لقارة رغم شيوعها .لكنها كانت جميعها تتسم بالمكون الواحد الذي يهدف للحماية والبقاء والحفظ لمدة طويلة؟ لأنها جزء من الميراث الثقافي تعمد فيه الفنانون الأوائل تركه كموروث فني وحضاري معبرا عن حضارته وحياته . ولولا هذا لما تعرفنا علي حياة الإنسان البدائي الأول وأفكاره .